أعلنت هيئة الصحة البريطانية عن جهاز جديد للكشف عن الخلايا السرطانية الخفية، وهو عبارة عن رادار يستخدم باليد من قبل جراحي الهيئة لمنع الآلاف من مرضى سرطان الثدي من الانتكاس، وقد نجح الجهاز الجديد في خفض نسبة النساء اللاتي يحتجن لإجراء عملية جراحية مرة أخرى، بعد أن استخدمنه.
وكانت المريضات يواجهن من قبل حالة انتظار مؤلمة، حتى تجرى الفحوصات المخبرية لاكتشاف ما إذا تم إزالة جميع الخلايا السرطانية، ولكن نظام مارجن بروب يستخدم أثناء وجود المريضة على طاولة العمليات، ويأخذ ما لا يزيد عن خمس دقائق ليعطي نتائج، ما يقرب من 60 في المائة من 50 ألف بريطانية مصابة بسرطان الثدي كل عام تخضع لاستئصال الورم، حيث، خلافا لعملية استئصال الثدي التي يتم فيها إزالة الثدي بأكمله، لا يزال إلا الجزء المريض بعيدا، ولكن الأبحاث تظهر أن هناك حاجة لعملية جراحية أخرى في حوالي 25 إلى 30 في المائة من المرضى، حيث عادة يتم العثور على الخلايا السرطانية في وقت لاحق على حواف الأنسجة التي تمت إزالتها.
أثناء استئصال الورم، يتم قطع الورم بعيدا جنبا إلى جنب مع بعض الأنسجة الصحية حوله، والمعروفة باسم الهامش. ثم يتم إرسال هذه إلى المختبر واختبارها، إذا لم يتم اكتشاف أي خلايا سرطانية، يعتبر الهامش سلبيا، أما إذا تم العثور على الخلايا السرطانية في الهامش، يجب أن تتم عملية ثانية لإزالة المزيد من الأنسجة، وربما تواجه بعض السيدات عملية استئصال الثدي كاملا بعد كل شيء، إن مارجن بروب يشبه القلم الذي يعطي للجراحين وسيلة دقيقة للكشف عن الخلايا السرطانية المحتملة التي تختبئ في الأنسجة التي يبدو مظهرها صحيا ولكنها مصابة بالورم.
وأكد البروفيسور نايجل باندرد، أستاذ جراحة الأورام في مستشفى جامعة ساوث مانشستر: "البحث يظهر أن استخدام الجهاز لمسح سطح الأنسجة أثناء الجراحة، بدلا من إرسالها إلى المختبر، يمكن أن يقلل من الحاجة إلى عملية ثانية بأكثر من 50 في المائة. وهذا يمكن أن يكون تقدما كبيرا مما يؤدي إلى انخفاض في عدد تكرار العمليات"، كما ينبعث مارجن بروب من نفس النوع من موجات الترددات الراديوية التي توجد في إشارات الرادار، ويقيس الجهاز كمية الطاقة التي يتم امتصاصها أو المنعكسة من الأنسجة. كما تمتص الخلايا السرطانية والسليمة وتعكس الطاقة بمعدلات مختلفة، ويمكن لبرامج الكمبيوتر أن تميز بين الاثنين، في حوالي خمس دقائق، البرنامج يوفر للجراح معلومات مفصلة للمساعدة في تحديد ما إذا كان ينبغي إزالة الأنسجة الإضافية، أو ما إذا كانت هناك حاجة لاستكمال إجراءات استئصال الورم وإغلاق الجرح.
ويعالج الجراحون في مستشفى جامعة ساوث مانشستر بمؤسسة سالفورد، وستة مراكز سرطان الثدي الأخرى في بريطانيا، 500 امرأة بالتكنولوجيا الجديدة في دراسة لتقييم جدوى وفعالية الجهاز من حيث التكلفة، في حين أن هذه هي الدراسة البريطانية الأولى والبحوث التي أجريت في أمريكا أثبتت أن استخدام نظام مارجن بروب يمكن أن يكون فعالا للغاية، عندما تم استخدام التحقيق، انخفضت معدلات إعادة العملية بنسبة 51 في المائة، من 39.7 في المائة إلى 14.6 في المائة. في نوع من سرطان الثدي يعرف باسم سرطان الأقنية في الموقع، حيث تم تخفيض معدل إعادة العملية من 66.7 في المائة إلى 23.1 في المائة.