تَستعد أستراليا لتُصبح البلد الأول الرائد في العالم في التخلص من سرطان عنق الرحم، حيث يقول الباحثون إن البلاد في طريقها للقضاء على المرض بحلول عام 2035، إذا استمرت معدلات التلقيح والفحص الجارية، ووفقًا لتوقعات جديدة تَستند إلى البيانات الحالية، فسيتم تصنيف البلاد على أن نسائها نادرين الإصابة بالمرض بحلول عام 2022.
وقالت البروفيسور كارين كانفيل، قائدة الدراسة ومديرة الأبحاث في مجلس السرطان في نيو ساوث ويلز، "هذه أخبار مثيرة للنساء في جميع أنحاء أستراليا، لقد كنا نقود الطريق في مكافحة سرطان عنق الرحم لسنوات عديدة وسنشارك في أبحاثنا ونهجنا مع بقية العالم."
ولا يزال على رؤساء منظمة الصحة العالمية، أن يحددوا عتبة حالات الحالات التي يتم فيها القضاء على سرطان عنق الرحم، لكن الباحثين بقيادة ميخايلا هول، اقترحوا أن أربع حالات لكل 100 ألف شخص يمكن أن تكون علامة فارقة في عملية الاستئصال.
وتوقع فريق العلماء، الذي كتب في مجلة "لانسيت" للصحة العامة، أن مُعدلات السرطان ستنخفض إلى ما دون هذه العتبة بحلول عام 2035، وقدرت أنها ستنخفض إلى معدل أقل من ستة لكل 100 ألف بحلول عام 2022، المعدل الجاري هو نحو سبعة لكل 100 ألف.
وكتب الباحثون في المجلة، "يمكن اعتبار سرطان عنق الرحم من المشاكل الصحية العامة في أستراليا خلال العشرين سنة المقبلة، ومع ذلك، يجب الحفاظ على مبادرات الفحص والتطعيم بعد ذلك للحفاظ على معدلات الإصابة والوفيات بسرطان عنق الرحم منخفضة للغاية".
وتُشير الأرقام إلى أن المعدل في المملكة المتحدة أعلى قليلًا، حيث تُشير التقديرات إلى أن 9.5 امرأة لكل مئة ألف حالة مصابة بهذا المرض، ولكن المعدل أعلى بكثير في اسكتلندا، وهو 13.7 من بقية الدول الأم، ويُعتقد أن المعدل في الولايات المتحدة يبلغ نحو 7.5.
ووفقًا للصندوق العالمي لأبحاث السرطان، فإن سوازيلاند لديها أعلى معدل لسرطان عنق الرحم في العالم، 75 حالة لكل 100 ألف شخص.
وأصبحت أستراليا واحدة من أوائل الدول التي طبقت برنامجًا لتطعيم فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) للسيدات في عام 2007.
وتحدث جميع حالات سرطان عنق الرحم تقريبًا بسبب الإصابة المستمرة بفيروس الورم الحليمي البشري عالي المخاطر، والذي يتسبب في حدوث تغييرات في خلايا عنق الرحم.
واستبدل المسؤولون الأستراليون في العام الماضي، اختبار عنق الرحم بشكل روتيني للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و 89 عامًا بفحص عنق الرحم لفيروس الورم الحليمي البشري الجديد.
ومن المتوقع أن يخفض الاختبار الجديد ضد فيروس الورم الحليمي البشري، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25-74، من تشخيص سرطان عنق الرحم ومعدل الوفيات بنحو 20%.
وقالت سيلفيا دي سانغوسي، رئيسة جمعية فيروسات بابيلوما الدولية، إن أستراليا كانت في "طليعة أبحاث فيروس الورم الحليمي البشري" مع الابتكار وتنفيذ مبادرات التلقيح على نطاق واسع، مضيفة أنه سيتم إيلاء اهتمام خاص للأشخاص الضعفاء، بما في ذلك "مجتمعات السكان الأصليين والمجتمعات المحلية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل".
وأوصت البروفيسور كانفيل المرأة بمواصلة المشاركة في البرنامج الوطني لفحوص عنق الرحم، وتلقيح للبنات والبنين ضد فيروس الورم الحليمي البشري من خلال برنامج التحصين ضد فيروس الورم الحليمي البشري.
وقال روبرت ميوك، الرئيس التنفيذي لشركة "جو" لمكافحة سرطان عنق الرحم، "هناك تقدم مستمر في الوقاية من سرطان عنق الرحم وكانت أستراليا متقدمة على المملكة المتحدة في تبني العديد منها، وهذا يعني أنها على الطريق الصحيح للقضاء على سرطان عنق الرحم".
وأضاف، "يجب أن نتطلع إلى إتباع مثالهم وتقديم تقنيات جديدة في أقرب وقت ممكن، وهذا يشمل الفحص الأساسي HPV، أخذ العينات الذاتية كجزء من برنامج فحص عنق الرحم وتطعيم الأولاد لفيروس الورم الحليمي البشري، لقد أظهرت أبحاثنا أن القضاء على المرض في المملكة المتحدة يتلاشى بشدة مع اختفاء الوفيات تقريبًا بين الأجيال التي تم تلقيحها بحلول عام 2040، ويجب ألا يغيب عن بالنا هذا الهدف، ويجب أن نسعى جاهدين لزيادة استيعاب برامج التحصين والوقاية الوقائية، خاصة بين النساء غير اللواتي تم تطعيمهن حيث من المتوقع أن ترتفع نسبة الإصابة".