كشفت دراسة جديدة، أن توجيه الصدمات الكهربائية إلى الدماغ، ربما يكون علاج قوي لفقدان الشهية، ووجد الباحثون أن التحفيز العميق للدماغ يمكنه إعادة تزويد جزء من الدماغ والمسؤول عن فقدان الشهية، وبإجراء دراسة تجريبية صغيرة على 16 سيدة مريضة عن زيادة بنسبة 25% في الوزن خلال 12 شهرا مع انخفاض كبير في حالات الاكتئاب والقلق، ويعاني 75 ألف شخص في المملكة المتحدة كل عام، من فقدان الشهية ومعظمهم من الفتيات المراهقات، وعلى الرغم من أن العلاجات التقليدية مثل تقديم المشورة والعلاج يمكن أن يكون فعال إلا أن المرضى ينتكسون في العديد من الأحيان.
وشملت الدراسة التي نشرت في مجلة "Lancet Psychiatry"، نساء حياتهم مهددة بهذا المرض، حيث عانت كل منهن من فقدان الشهية لمدة 9 أعوام على الأقل وفشلت كل العلاجات الأخرى معهم، ووافقت إحدى النساء التي تبلغ 39 عامًا، على الخضوع إلى الدراسة التجريبية بعد 3 عقود من اضطراب الأكل والذي أصابها في عمر 10 أعوام، وشملت التجربة إدراج أقطاب كهربائية في المنطقة العميفة في الدماغ والمسؤول عن الشهية، وبعد زرع هذه الأقطاب لمدة 12 شهرا أرسلت الأقطاب 10 آلاف صدمة في الثانية بقوة 6.5 فولت في عمق الدماغ، وتبين أن هذه الطريقة والمستخدمة بالفعل في السيطر على أعراض مرض باركنسون تغير الدوائر الكهربية في المخ والتي تتفاعل مع مادة السيروتونين وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن أفكار المكافأة والسعادة، ويعد هذا الجزء بالغ الأهمية لأنه يحافظ على توازن الحالة المزاجية والحد من الاكتئاب والاندفاع وهي مشاكل في صميم فقدان الشهية.
وكانت النساء اللاتي خضعن للتجربة في متوسط عمر 34 عامًا، وكان متوسط كثافة جسدهم 13.8 عند الخضوع للتجربة، وطلبت اثنتان من النساء إزالة الأقطاب الكهربية قبل انتهاء فترة الملاحظة الممتدة ل 12 شهرا، وأرجع الباحثون ذلك إلى احتمالية شعورهن بعدم الراحة مع زيادة الوزن، فيما زادت كتلة جسم 14 من النساء المتبقيات إلى 17.3 ما يعادل زيادة مقدراها 25%، فيما حصلت 6 من الحالات على الوزن الصحي الذي يعتبر من 18.5 فأكثر، كما تحسنت الأعراض الصحية الذهنية مع الحد من أعراض القلق لدى 5 حالات، وانخفضت الاكتئاب لدى 10 حالا من بين 14 حالة، كما أشارت الحالات إلى تحسن نوعية حياتهم.
وأفاد رئيس فريق البحث، البروفيسور أندريس لوزانوـ من جامعة تورنتو: "لا يزال فقدان الشهية والاضطراب النفسي من أسباب أعلى معدلات للوفيات وهناك حاجة ملحة لتطوير علاجات آمنة وفعالة مستلهمة من فهم الدوائر الدماغية، وفي حين تهر نتائجنا بعض المؤشرات الواعدة في وقت مبكر إلا أنه هناك حاجة لمزيد من الأبحاث قبل إتاحة هذه الطريقة لمرضى فقدان الشهية"، وأوضح الخبراء الليلة الماضية أن هذا الأسلوب العلاجي يمثل إنجازًا لحاجة مُلحة.
وأكد الدكتور كاري ماك آدامز، من جامعة تكساس: "بعد العلاج المكثف لما يقرب من نصف النساء البالغات المصابات بفقدان الشهية العصبي انتكست حالتهم خلال عام، ويوضح هذا العمل كيف يمكن أن يؤدي علم الأعصاب الحديث إلى علاج جديد، مع تحسين فهم استمرار العوامل في الأمراض المعقدة متعددة العوامل".