من المعروف أن الرضاعة الطبيعية مفيدة للطفل في بداية أعوامه الأولى، كما أنها تقلل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، وتعمل على تحسين أداءه المدرسي وتعزيز ذكاءه، ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تساعد الأطفال على تناول الخضراوات في أعوامهم اللاحقة، فغالبًا ما تواجه الأمهات العديد من المشاكل مع أبناءهن في إقناعهم بتناول الخضراوات.
واكتشف الباحثون أن الأطفال الرضع الذين تتناول أمهاتهم الكثير من الخضراوات في نظامهن الغذائي أثناء الرضاعة الطبيعية، هم أقل احتمالًا لرفض تناول الخضراوات حتى عند تقدمهم في السن، موضحين أن الأطفال حديثي الولادة المعرضين للنكهة الخفية للخضروات من خلال حليب الأم يعتادون على مذاقها في غذائهم، فقد يجعلهم ذلك أقل عرضة للصدمة عندما يبدأو في تناول الأطعمة الصلبة.
ويمكن أن تساعد تلك الأبحاث ملايين من الأمهات اللواتي يرغبن في أن يأكل أطفالهن الأطعمة الصحية، ولكن يخشين من معركة إقناعهم بأطعمة مثل الجزر والقرنبيط والملفوف "الكرنب".
وأجرى باحثون في مركز مونيل للحواس الكيميائية في فيلادلفيا، دراسة على 97 من الأمهات الجدد تم تقسيمهم إلى مجموعتين، الأولى تشرب عصير الخضار من الشمندر أو الكرفس أو عصير الجزر لمدة تتراوح بين شهر واحد وثلاثة أشهر، والمجموعة الأخرى تشرب الماء بدلًا من ذلك، وتتبعوا عادات أكلهن ومدى تقدم حالة الرضع.
وقد أظهرت النتائج، التي نشرت في المجلة الأميركية للتغذية، أن الأطفال الذين رضعوا طبيعيًا وتناولت أمهاتهم الخضراوات كانوا أقل عرضة لرفض الخضار عندما تم تقديمهه لهم كغذاء صلب، وأن الأطفال كانوا أكثر عرضة لتناول الخضراوات حتى لو كانت الأمهات تشرب عصير الخضار لمدة لا تقل عن شهر واحد.
وفي تقرير عن النتائج، قال العلماء إن الأطعمة التي تأكلها الأمهات المرضعات تؤثر على ما سيأكله الأطفال أيضًا فيما بعد، فيما أشارت "الديلي ميل"، إلى أن المملكة المتحدة لديها أدنى معدلات الرضاعة الطبيعية في العالم على الرغم من فوائدها، وأن نحو 80 في المائة من الأمهات البريطانيات يرضعن طبيعيًا في مرحلة ما، ولكن الكثير منهن يتحولن إلى الحليب الصناعي في وقت مبكر جدًا من حياة أطفالهن.
ووجدت دراسة أجريت عام 2016 أن واحدًا فقط من كل 200 طفل في المملكة المتحدة يرضعون طبيعيًا حتى 12 شهرًا، مقابل واحد من كل أربعة في الولايات المتحدة وأكثر من واحد من كل ثلاثة في النرويج، وفي الهند، 92 في المائة من الأطفال يرضعن طبيعيًا حتى يبلغون من العمر عام على الأقل.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن البدانة في مرحلة الطفولة ومرض السكري والالتهابات يمكن أن تقل بمعدل كبير إذا أمكن إقناع مزيد من الأمهات بإرضاع أطفالهن طبيعيًا.