البوتوكس

استخدم الجراحون البريطانيون، قضبان البوتوكس لتخفيف آلام التهاب المفاصل في الكتف، حيث حقنوا العقار المحبوب من قبل المشاهير والملايين من البريطانيين لقدرته على تقليل الخطوط في الوجه، إلى أكتاف المرضى الذين يعانون من اعتلال الكفة المدورة في المفصل، حتى أن بعض التقارير تفيد بزوال الألم بعد جرعة واحدة.

وتعد الكفة المدورة هي مجموعة من أربعة عضلات وأربعة أوتار تحيط بالمفصل، وتُبقي على رأس عظم الذراع، عظم العضد، داخل مقبس الكتف الضحل، وعلى الرغم من أن الكفة يمكن أن تكون معطوبة بسبب الإصابة، إلا أن معظم حالات اعتلال الكفة المدورة في المفصل هي نتيجة للتدهور المشترك بسبب التقدم في العمر،  فهو يؤثر على واحد من كل أربعة أشخاص في مرحلة ما من حياتهم، وعادة بعد عمر الـ50.

ومع تقدمنا ​​في العمر، فإن إمداد الدم إلى الأوتار يقل ويصبح أضعف، وذلك يمكن أن يؤدي إلى فرك جزء من الكتف ضد الأوتار، ما يؤدي إلى تمزق الأنسجة وفقدان الحركة الكاملة، حتى رفع الذراع فوق الرأس يمكن أن يصبح مستحيلًا.

ووجدت دراسة أجراها جراحو العظام في كلية الطب في جامعة سارلاند في ألمانيا، أن 13 في المائة من الناس في الخمسينيات من العمر لديهم أدلة على التمزق، وارتفعت إلى 51 في المائة في الناس الذين هم في الثمانينيات من عمرهم، مضيفة أن العلاج الأولي يمكن أن يشمل حزم الجليد أو الحرارة، والعلاج الطبيعي والأدوية المضادة للالتهابات، ولكن إذا كان الضرر، أو التهاب المفاصل في الكتف متقدم، الجراحة قد تكون خيارًا.

وعادةً ما يرتبط البوتوكس بالجراحة التجميلية لتقليل ظهور الخطوط والتجاعيد، ولكنه يستخدم بشكل متزايد في الطب لمجموعة متنوعة من الحالات، فعندما يتم حقن البوتوكس في العضلات، تنطلق السموم في الإشارات العصبية التي تسبب تشديد العضلات، ما يؤدي إلى استرخاء الأنسجة.

وكان استعمل كريس سميث، استشاري الكتف وجراح المرفق في رويال ديفون ومستشفى إكستر، البوتوكس لعلاج المرضى الذين يعانون من اعتلال مفصل الكفة المديرة، حيث يتم إعطاء جرعة واحدة في العضلات فوق الشوكة التي تعلق على الوتر الممزق، ثم يخضع المريض للعلاج الطبيعي لعلاج الكتف.

وقال سميث: "تمزق الكفة المدورة هو شائع جدًا، وخاصة بعد عمر الـ60، هذا عادة ما يكون سببه البلى، ونظرية واحدة هي أن التطور لم يواكب تغيرنا في استخدام الكتفين منذ الوقت الذي كنا فيه نمشي على أربع، فنحن الآن نستخدم ذراعينا لعدد من المهام فوق ارتفاع الرأس، ما يضع الوتر في خطر الضرر.

وتابع سميث: "على الرغم من أن تمزق الكفة المدورة هو شائع، إلا أن ليس كل المرضى لديهم الأعراض وليس من الواضح لماذا، فنظرية واحدة هي أنه لا يحدث ألم عند تمزق الوتر تمامًا، لأنه لم يعد متعلقًا بالعظام، ويحدث الألم عندما يكون التمزق جزئيًا فقط، لأن هناك زيادة ضغط على الوتر الذي لا يزال عالقًا في العظام".

وواصل سميث: "حقن البوتوكس يوقف تلك العضلات عن التحرك، كما أنه غير قادر على الحمل، ومن المؤمل أن يزيل الضغط من أي وتر ممزق جزئيًا"، وقد عالج السيد سميث ثمانية مرضى حتى الآن، ويصف النتائج بأنها مشجعة، قائلًا: "إذا وجدنا مستويات عالية من تخفيف الألم مع الحقن، فيمكن حينها تجنيب المرضى الحاجة لعملية جراحية، كما أنه يؤدي إلى وفورات كبيرة لهيئة التأمين الصحي، لأن هذا العلاج هو 50 مرة أرخص من استبدال المفصل".