تجيب اختصاصيّة التغذية Angélique Houlbert: غالباً ما نسمع بأنّ أفضل وقت لتناول الفاكهة هو خارج إطار الوجبات الأساسيّة، لكنّ ذلك غير صحيح! أمّا الحجج المطروحة لدعم هذه الفكرة، فخياليّة تماماً.
الفاكهة لا تتخمّر في المعدة ولا تسبّب تشمّع الكبد. في الواقع، عمليّة التخمّر بحاجة لوجود البكتيريا، التي تكاد تنعدم في المعدة بسبب درجة الحموضة الشديدة فيها. يتمّ معالجة السكّر الموجود في الفاكهة في أسفل المعدة، معظم كميّته يمتصّها الدم، ثمّ تنقل إلى الخلايا لتؤدّي عملها بتوفير الطاقة.
لا يبقى بذلك سوى كميّة ضئيلة من السكّر، تعمل الجراثيم المعويّة على تخميرها وتحويلها إلى مركّب الإيثانول، بنسبةٍ لا تذكر لا تتجاوز 0,000039 غراماً في كلّ دسيلتر.
لا خطر متعلّق بزيادة حموضة المعدة
على العكس، بما أنّ الطعام يستغرق بين 6 و10 ساعات ليصل إلى القولون، فإنّ الوقت الذي نتناول فيه الفاكهة ليس له تأثير.
أمّا الفاكهة التي نتناولها خلال وجبات الطعام، فهي ليست المسؤولة عن تشمّع الكبد، بل السبب هو النظام الغذائيّ الغنيّ جدّاً بالكربوهيدرات (الخبز، الحبوب، البطاطا والحلويات...). كميّة الكربوهيدرات المفرطة تتحوّل إلى دهون تنتقل إلى الكبد، تتكدّس فيه وتؤدّي مع الوقت إلى تشكّل الدهون في الكبد.
إضافةً إلى ذلك، الفاكهة المتناولة كوجبة حلوى لا تسبّب ألماً في البطن نتيجة زيادة الحموضة في المعدة، فالبروتينات هي السبب في ذلك. لتخفيف مشكلة الحموضة، ينبغي تناول الفاكهة مع الغداء أو العشاء الغنيّ بالبروتينات، بدلاً من تناولها خارج الوجبات، حتى إنْ كانت تلك الفاكهة من الحمضيّات (البرتقال والكلمنتين) خلافاً للأفكار السائدة! من ناحية أخرى، تحمي الفاكهة الجسم من السموم التي قد تكون مسرطنة. على غرار الملفوف، الخردل، الثوم، الهندباء، الصعتر، الشاي والكركم، تحتوى الفاكهة كلّها على مركّبات تنشّط الأنزيمات وتساهم في التخلّص من بقايا الأدوية والمضيفات الغذائيّة والمبيدات. اعتبري هذا السبب إضافيّاً لتناول الفاكهة يوميّاً.