ظهور شعر في الأذن

هكذا توصلت الدراسات الطبية، فبعد سنوات من البحث، نُشرت إحدى الدراسات العلمية عام 2016 لتؤكد أن ظهور شعر في الأذن يُعد مؤشرًا لمشكلات صحية خطيرة. وقد توصلت الدراسة لوجود علاقة قوية بين شعر الأذن وأمراض قلبية مثل السكتة القلبية.

وكانت دراسات قديمة قد أثبتت الفكرة نفسها، ففي عام 1973، نشر الدكتور "ساندريس فرانك" وفريقه الطبي نتيجة أبحاثهم العلمية في صحيفة "New England"، وأكدوا أن تجعد شحمتي الأذن يُعد مؤشرًا لمشكلات الشريان التاجي، بالإضافة إلى وجود ارتباط بين الترسبات الشمعية داخل الأذن وحدوث تصلب لشرايين القلب على المدى البعيد.

انطلاقًا من وجود الصلة بين ظهور شعر الأذن وصحة القلب، استكمل عدد من الأطباء هذه الدراسة، وفي عام 1984 نشروا نتائج دراستهم في الصحيفة الطبية نفسها، فقد أثببت الدراسة وجود علاقة مباشرة بين شعر الأذن وأمراض القلب الخطيرة. وما أكد هذه التوقعات العلمية، إجراء دراسة أخرى على 43 رجلًا و20 سيدة ممن يعانون من ظهور شعر الأذن بصورة واضحة، إذ ثبت أن 90% منهم عانوا فيما بعد من مشكلات في القلب.

وبعد خمس أعوام، نشرت صحيفة "Indian Heart Journal" نتائج دراسات أجريت على 215 مريضًا أكدت فيه أن شعر الأذن يزيد مع التقدم في العمر بصورة ملحوظة.

في عام 2006 نشر دكتور "إديستون" أبحاثه في "American Journal of Forensic Medical Pathology"، إذ توصلت تلك الأبحاث إلى أن أعراض وعلامات مثل "وزن الطحال، وشعر الأذن، وتجعد شحمتي الأذن، والصلع، وسُمك الدهون في منطقة البطن" وغيرها لها ارتباط مباشر بالإصابة بعدد من أمراض القلب الخطيرة.

وعادةً ما ينمو شعر الأذن بصورة أكبر لدى الرجال، وقد تصل المشكلة لحدوث انسداد وصعوبة في السمع نتيجة لكثرة هذا الشعر، لكن ما زالت العلاقة بين شعر الأذن وأمراض القلب غير مفهومة إلا أن عددًا كبيرًا من الأطباء يعتبرون التدخين وزيادة الوزن، ونشاط هرمون التستوستيرون من الأسباب المباشرة لحدوث أمراض القلب الخطيرة وليس شعر الأذن وحده المسئول عن ذلك، إذ ثبت أن هرموني الأندروجين والتستوستيرون (هرمونات الذكورة) يتسببان بزيادة إفرازهما في زيادة عدد كريات الدم الحمراء ما يؤدي لزيادة نسبة حدوث جلطات قلبية.

وعلى الرغم من كل تلك المعلومات التي تربط بين مشكلتي شعر الأذن وضعف القلب، لكن لا تشعري بالقلق أو الفزع، فهذا ليس مرضًا وإنما هو عرض، فمشكلات القلب الصحية لها العديد من الأسباب منها اتباع نمط حياة صحيح مثل تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة والبعد عن التوتر والقلق، بالإضافة إلى وجود تاريخ مرضي بالعائلة والتقدم بالعمر.