أظهرت دراسة علميّة، أنّه حتّى بعد مرور نصف سنة من مغادرة المدخّنين لمنازلهم أو إقلاعهم عن التدخين، تبقى نسبة المواد المسرطنة في هذه المنازل مرتفعة جدّاً. ويعود سبب ذلك إلى أن الإنبعاثات الكيماويّة التي يفرزها دخان السجائر، تمتصّها الجدران والأرضيّة وغيرها من أسطح المنزل.
وتتوغّل تلك الإنبعاثات إلى داخل كلّ المواد الموجودة في المنزل، فتتخزّن رواسب منها في الجدران والأرضيّة والغبار والأثاث والأقمشة والسجّاد، وتظلّ هذه الرواسب تُطلق مواد خطرة لمدّة طويلة، حتّى بعد إقلاع سكّان المنزل عن التدخين أو انتقالهم إلى منزل آخر، وأُطلق على تلك الظاهرة تسمية: "التدخين من يد ثالثة"، حيث يتعرّض الأشخاص غير المدخّنين للتدخين السلبي. ويحدث ذلك، عندما ينتقل شخص غير مدخّن من منزل إلى آخر، أو إلى غرفة أخرى في الفندق كان مدخّنون ينزلون فيها، أو حين يستأجر سيّارة كان سائقها السابق يدخّن فيها.
وشارك في الدراسة حول الموضوع، 90 مدخّناً كانوا يريدون الإقلاع عن التدخين قريباً، لاستيضاح ما يحدث عندما يُقلع الناس عن التدخين، من دون أن يُغادروا المنزل أو الشقة التي كانوا يدخّنون فيها. وزار الباحثون منازلهم من وقت إلى آخر، لأخذ عيّنات من الأبواب والجدران وغبار الأرضيّة. كما إنّهم درسوا بول المشاركين في التجربة، لتأكيد وجود طيف واسع من المواد (النيكوتين والكوتينين والنيتروزامين) وغيرها من المواد المسبّبة في الإصابة بسرطان الرئة. وبيّنت عيّنات البول والعرق، التي أُخذت من الأشخاص الذين كانوا قد أقلعوا عن التدخين، أنّهم ما زالوا يتعرّضون لتأثير المواد المسرطنة على مدى نصف سنة، على أقلّ تقدير، بعد الإقلاع عن التدخين.