حذر تقرير أصدرته هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا من أن صحة الأطفال باتت "قنبلة موقوتة" توشك على الانفجار في أي لحظة، ليصبح شباب اليوم أقل صحة مع بلوغهم 65 عاماً ، رغم ارتفاع متوسط العمر بشكل مضطرد في جميع أنحاء العالم منذ ثلاثينات القرن الماضي.
واستند التقرير في نتائجه إلى أرقام تحذر بأن طفل من بين كل خمسة أطفال - تتراوح أعمارهم ما بين 10 -11 عاماً - سيعانون من البدانة المفرطة.
وقال الباحثون إن المشكلات المتعلقة بنمط الحياة مثل: الإفراط في تناول السكريات وتدني معدل النشاط الحركي والرياضي، في مقدمة المشكلات الصحية بين الأطفال حول العالم.
بدورها، دعت وحدة الاستخبارات الاقتصادية في بريطانيا، التي أشرفت على إعداد التقرير، بضرورة إتخاذ الإجراءات المعالجة اللازمة.
وقالت مدير البحوث في الوحدة: "بالنظر إلى سنوات الحياة الطويلة التي يمكن أن تُتوقع لأطفال اليوم، فمن المنطقي التركيز على الممارسات الصحية التي من شأنها زيادة فرص الحياة الصحية لسنوات طويلة".
ويستند التقرير جزئياً إلى دراسة استقصائية للمعلمين في خمسة بلدان (ألمانيا، جنوب إفريقيا، الهند، البرازيل، المملكة العربية السعودية)؛ ركزت على التثقيف الصحي للأطفال، وتشير البيانات إلى أنه من بين 101 من المعلمين الذين شملتهم الدراسة، أجاب 58%، بأن الأطفال يمكن أن يواجهون مستقبلاً صحياً أكثر سوءاً من كبار السن في الوقت الحاضر.
وخلصت أبحاث أجراها الباحثون في جامعة كينجز كوليدج في لندن، إلى أن الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم 4 أضعاف خطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني.
وأشارت سيمون سيتيفنز، رئيس دائرة الصحة الوطنية في بريطانيا، إلى أن ربع الأطفال الذين يدخلون المدرسة في المرحلة الإبتدائية يعاني من زيادة في الوزن، لترتفع هذه النسبة إلى الثلث عند تخرجهم من المدرسة.
وقال وزير الخزانة البريطاني فيليب هامون، أن "ضريبة السكر" المثيرة للجدل التي ستدخل حيز التنفيذ في العام القادم، ستكون "اختباراً جيداً للأطفال"، ويتفق خبراء جامعة أوكسفورد، على أن الضريبة سيكون لها تأثير كبير على معالجة قضية البدانة المفرطة بين الأطفال في المرحل الدراسية المختلفة.
واعتبر البروفيسور ريتشارد تيفن، الباحث في جامعة ريدينج البريطانية أن البدانة في مرحلة الطفولة تعد "قنبلة موقوتة"، وتابع "علينا أن نلفت الانتباه إلى ضرورة تطبيق تدابير أخرى من شأنها إحداث تغيير جذري في النظم الغذائية المتبعة لمعالجة هذه القضية بصورة حقيقية".
يأتي ذلك في الوقت الذي أدت فيه مشكلة البدانة إلى توجيه دعوات إلى الحكومة البريطانية بضرورة إتخاذ إجراءات أكثر صرامة للتصدي لبدانة الأطفال، فضلاً عن انتقاد رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى بسبب إخفاقها في فرض قيود على إعلانات الوجبات السريعة واعتمادها على العمل التطوعي من جانب صناعة الأغذية والمشروبات.