كشفت إخصائية الأمراض الجلدية، الدكتورة لانا القاعي، أن القمل نوع من الحشرات الصغيرة يقارب حجمها حجم حبة السمسم تقريبًا, تحيا في شعر الإنسان أو في ثنيات الجلد في المناطق التي يكثر فيها الشعر أيضًا مثل الإبطين أو العانة أو باطن الفخذ وخلف الأذنين, وتتغذى بامتصاصها الدم من خلال ثقوب مجهرية بنسيج الجلد في المكان الذي تلتصق به .
كيف يتكاثر القمل :
بعد أن يحدث التلقيح والإخصاب تضع أنثى القمل البيض “الصئبان” في مكان وجودها سواء في شعر الرأس أو في شعر العانة أو الإبطين أو أي مكان تتواجد فيه أعلى سطح الجلد, ثم تبدأ البيضات في الالتصاق بقوة بجذور الشعر حتى لا تتساقط, وتتغذى هذه البيضات من دم الإنسان ولذلك يتحول لونها الأبيض الذي تتميز به في البداية ويشبهها بقشرة الشعر إلى اللون البني المحمر بعد أن تمتص من الدم ما يجعلها تكمل دورة الحياة, بعد 6 أيام يحدث الفقس وتخرج حشرات القمل الصغيرة وبعد 10 أيام تقريبًا تضع بيضًا جديدًا وهكذا.
أنواع القمل :
· الأول: قمل الرأس: من أكثر أنواع القمل المعروفة وهو كثير الانتشار في الأطفال، إذ أنه يحيا ويتغذى على فروة الرأس.
· الثاني: قمل الجسم: ويعيش بالمناطق التي نسميها بانثناءات الجسم مثل منطقة شعر الفخذين أو تحت الإبطين وفي أحيان أخرى في المناطق التي ينمو فيها الشعر بشكل أكثر كثافة مثل شعر اللحية أو الحاجبين أو رموش العينين.
ملحوظة: في الأبحاث والدراسات الميدانية الحديثة ظهر انخفاضًا واضحًا وكبيرًا في أعداد الإصابة بقمل الجسم، إلا أنه قد يوجد في بعض التجمعات التي تسوء فيها حالة النظافة البيئية وخاصة نظافة الجسم والملابس مثل السجون والمعتقلات والملاجئ والعشوائيات, ويتسبب قمل الجسم في حكة شديدة بالجلد بخلاف قمل الرأس الذي قد لا يسبب أي أعراض مطلقًا، وقمل الجسم أخطر لأنه وسيلة لانتقال بعض الحميات مثل التيفود والباراتيفود وبعض الأمراض الوبائية الأخرى, وقد كان لاكتشاف العقاقير والمستحضرات التي تقضي على القمل مع ارتفاع مستوى النظافة أثر فعال في السيطرة على تلك الأمراض.
· الثالث: قمل العانة: قمل العانة هو عبارة عن نوع خاص من القمل أدق حجمًا من الأنواع الأخرى, ويشبه السرطان البحري “الكابوريا” في الشكل الخارجي المجهري طبعًا فنحن لا نستطيع التحقق من شكل القمل إلا تحت الميكروسكوب الضوئي أو الإلكتروني, وقمل العانة يستهدف إصابة المنطقة أعلى العانة والتي يظهر فيها الشعر في مرحلة المراهقة, وطريقة الإصابة به غالبًا العدوى، وهي الاتصال الجنسي المباشر بين زوجين أحدهما حامل للعدوى، ويلتصق بالجلد بطريقة شبيهة للأنواع الأخرى، حيث يمتلك مخالب قوية أيضًا, وتبدأ الإصابة عادة في منطقة العانة ثم ينتشر ليصيب باقي الأجزاء المشعرة الأخرى مثل الذراعين وباطن الفخذين والإبطين.
وتظهر أعراض الإصابة به بأن يشكو المصاب من حكة شديدة في منطقة العانة وباقي المناطق المصابة, وفي بعض الأحيان تظهر نقاط بنية أو حمراء اللون على الملابس الداخلية للشخص المصاب وهي عبارة عن إفرازات لتلك الحشرات وتعتبر دليلًا على الإصابة, وبالإضافة للاتصال الجنسي قد ينتقل قمل العانة أيضًا عن طريق الملابس أو الفوط الشخصية ولكن يحدث ذلك بمعدل ضعيف جدًا وفي أحوال نادرة، والطريقة الأفضل لعلاجه هي استخدام أحد المركبات الكيميائية القوية المضادة للقمل مع الاهتمام بالعناية بالنظافة الشخصية وحلاقة شعر العانة وباقي الأجزاء المشعرة أولًا بأول للتخلص من الصئبان “البيض” الملتصق بالشعر وحرمان القمل من المناطق التي يستطيع العيش والتوالد فيها.