احتلّت صدر الصفحة الأولى في كل من صحيفتي "التايمز" و"الديلي تلغراف" نتائج كشف علمي يشير إلى إمكانية تشخيص عشرة أنواع من مرض السرطان قبل أعوام مِن ظهور أعراض المرض عبر مجرد فحص بسيط للدم.
ووصفت الصحيفتان الكشف الطبي الجديد بأنه "الكأس المقدسة" في استعارة من الميثولوجيا المسيحية عن تلك الكأس التي لها قدرات إعجازية.
ويقول تقرير صحيفة "الديلي تلغراف" إنه بعد تجارب على أكثر 1400 مريض توصل الباحثون إلى أن إجراء بسيط لتحديد مؤشرات الحمض النووي الرايبوزي منقوص الأوكسجين في الدم يعمل بدقة ونسبة صواب تصل إلى 90 في المائة.
ودعم فريق العمل في هذا البحث العلمي كل من بيل غيتس وجيف بيزوس، قطبَي شركتي مايكروسوفت وأمازون.
وتقول "التايمز" في تحقيقها إن خبراء "تفاءلوا جدا" بأن هذا الفحص سيحقق تحولا في فرص نجاة المصابين ببعض أكثر أنواع السرطانات فتكا.
وينقل التقرير عن سيمون ستيفنز، رئيس هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا، قوله إن مثل هذا التقدم يضع الخدمة الصحية "على أعتاب عصر جديد".
وقدم العلماء العاملون في شركة "غرايل" الممولة من غيتس وبيزوس رؤياهم لكيفية تشخيص عدد من أنواع السرطان من قطرة دم واحدة.
وأظهرت نتائج اختبارات غرايل قدرة الفحص على تحديد تسعة أنواع من السرطانات في اختبارات أجريت على 878 مريضا بالسرطان و749 شخصا بصحة جيدة استخدموا كمجموعة ضبط في الاختبارات.
ويمكن للفحص أن يشخص سرطان المبيض بنسبة صواب تصل إلى 90 في المائة، وسرطان الكبد والبنكرياس بنسبة 80 في المائة وسرطان الرئة بنسبة تصل إلى 59 في المائة.
بي`د أن الفحص بحاجة إلى أعوام من التجارب قبل أن يصبح جاهزا للاستخدام كفحص روتيني في المستشفيات.
كان الفحص أقل نجاحا في تشخيص سرطانات البروستاتا والرحم والجلد والكلية، حسب المعلومات التي قدمت في مؤتمر الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري.
ويقول تقرير صحيفة "الديلي تلغراف" إن العلماء الأميركيين وجدوا أن اختبارا بسيطا قادر على تحديد مؤشرات جينية عن السرطان، وبضمنها تلك التي من الصعب جدا تشخيصها مثل أمراض البنكرياس والمبيض.
ويوضح التقرير أن الفحص الجديد يبحث عن أجزاء "الدي أن أيه" التي تطلقها الخلايا السرطانية ذات النمو المتسارع في مجرى الدم.
وينقل التقرير عن أريك كلاين، من عيادة كليفلاند في أوهايو، الذي قاد فريق البحث، قوله "من المحتمل أن يكون ذلك هو "الكأس المقدسة" لبحوث السرطان، لاكتشاف السرطانات التي يصعب الآن علاجها في مراحل مبكرة يسهل علاجها فيها. ونأمل أن ينقذ هذا الفحص العديد من الأرواح".