الاكتئاب الظرفي الذي يُعرف بالاكتئاب التفاعلي، هو نوع محدد من الاكتئاب، عبارة عن اضطراب مزاجي معقد في أسبابه وأعراضه.
وتتشابه أعراض الاكتئاب الظرفي مع أعراض الحزن، لذلك من المهم أن تكوني قادرة على التمييز بين الاكتئاب الظرفي والحزن لتلقي العلاج المناسب أو التعامل مع أعراض كل منهما بشكل جيد.
أسباب الاكتئاب الظرفي
عادة ما يستمر الاكتئاب الظرفي عدة أشهر، وهو يحدث بسبب موقف أو حدث معين، مثل:
-الإصابة المؤلمة (على سبيل المثال، التعرض لحادث سيارة أو اعتداء)؛
-فقدان الوظيفة (سواء كان ذلك من خلال الاستغناء عن العمالة أو التقاعد أو الطرد)؛
-الكوارث الطبيعية؛
-الرفض من الآخرين؛
-العيش في منطقة خطرة؛
-مواجهة مشاكل مالية؛
-نهاية علاقة عاطفية؛
-وفاة أحد أفراد الأسرة.
ومع ذلك، فإن أي حدث يجده الفرد مرهقاً يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب الظرفي، وعادة ما تتطور الأعراض خلال 90 يوماً من الحدث المجهد أو المؤلم.
الفرق بين الاكتئاب الظرفي وأنواع الاكتئاب الأخرى
يختلف الاكتئاب الظرفي عن أنواع الاكتئاب الأخرى في أن النوبات تستمر عموماً لبضعة أشهر فقط، في حين أن نوبات الأنواع الأخرى من الاكتئاب يمكن أن تؤثر على الأشخاص لسنوات أو مدى الحياة.
ويمكن أن تكون الأشهر التي يتأثر فيها الشخص بالاكتئاب الظرفي صعبة للغاية، وقد يكون الاكتئاب الذي يعاني منه شديداً، وهو ليس أقل حقيقية من الاكتئاب السريري لأن مدته أقصر.
والأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب الظرفي لدى شخص ما لن تكون هي نفسها دائماً لدى شخص آخر، حيث يتعامل الأشخاص بشكل طبيعي مع الأحداث المجهدة أو المؤلمة ويتفاعلون معها بطرق مختلفة.
ويمكن أن يكون الأشخاص أكثر عرضةً للاكتئاب الظرفي إذا كانوا يعانون بالفعل من حالة صحية عقلية أو إذا كانوا قد مروا بطفولة مرهقة أو مؤلمة.
هناك تمييز مهم آخر بين الاكتئاب الظرفي وأنواع الاكتئاب الأخرى، وهو أن الاكتئاب الظرفي يرتبط ارتباطاً مباشراً بحدث صادم تعرّض له المريض، ولكن أنواع الاكتئاب الأخرى من الاكتئاب قد تتطور لدى الأشخاص الذين لم يمروا بأحداث مؤلمة، وفترات من التوتر الشديد، والذين قد يكونون سعداء بشكل عام.
وترجع بعض حالات الاكتئاب إلى أسباب بيولوجية، مثل الانخفاضات في بعض الهرمونات، أو عوامل بيولوجية مسبقة من خلال تاريخ عوائلهم مع الأمراض النفسية والعقلية.
الفرق بين الاكتئاب الظرفي والحزن
الحزن هو استجابة طبيعية للخسارة، ولكن الاكتئاب هو مرض نفسي أو اضطراب في المزاج، وغالباً ما يوصف الحزن بأنه عملية تمر بعدة مراحل حتى تنتهي، وعلى الرغم من أن الناس يمرون بمراحل الحزن بمعدلات مختلفة، إلا أن التقدم سيظل يحدث. على سبيل المثال، يتم تعريف مراحل الحزن في حالة وفاة أحد المقربين على النحو التالي:
-تقبل أن خسارتكِ حقيقية؛
-تجربة الألم والحزن؛
-التكيف مع الحياة بدون الشخص المتوفى؛
- هدر طاقة عاطفية أقل في عملية الحزن والمضي قدماً.
ويثير الحزن مجموعة من المشاعر عبر مراحله الخمس، بما في ذلك:
-الصدمة، وغالباً ما يكون لها علاقة مباشرة بالوفاة؛
-الحزن الشديد والبكاء المتكرر؛
-التعب والإرهاق؛
-الغضب، أحياناً تجاه الشخص المتوفي أو سبب الوفاة؛
-الشعور بالذنب، غالباً ما يتعلق بالأشياء التي فعلها الشخص أو لم يقلها لشخص ما قبل وفاته، وحول عدم قدرته على منع شخص ما من الموت، وحول الحزن نفسه.
على الرغم من وجود الكثير من المشاعر السلبية الشديدة في عملية الحزن، إلا أن الأشخاص الذين يشعرون بالحزن يمكنهم العثور على السعادة في الحياة والاستمتاع بالأشياء التي يحبون القيام بها، في حين أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب سيكافحون للعثور على المتعة في أي شيء يفعلونه.
وإذا بدأت المشاعر السلبية في جعل الشخص يشعر وكأنه غير قادر على التأقلم، أو أنها تتسبب في إهمال الشخص للعمل أو الدراسة أو الحياة الأسرية، أو فقدان الاهتمام بعيش الحياة تماماً، وخاصة إذا استمرت هذه المشاعر لفترة طويلة جداً من الوقت، فمن الضروري أن يطلب المساعدة.
أعراض الاكتئاب الظرفي
أعراض الاكتئاب السريري معقدة ويمكن أن تختلف من شخص لآخر. تشمل الأعراض ما يلي:
-الشعور باليأس والحزن المستمر؛
-الشعور بالدموع؛
-القلق؛
-التهيج؛
-التعب؛
-تدنى احترام الذات؛
-فقدان الوزن، وفي بعض الأحيان يمكن أن يزيد الوزن؛
-الصداع؛
- تغييرات في الدورة الشهرية عند النساء؛
-مشاكل في الهضم؛
-فقدان الاهتمام بالهوايات؛
-مشاكل في اتخاذ القرار؛
-أفكار انتحارية أو رغبة في إيذاء النفس في الحالات الشديدة.
علاجات الاكتئاب الظرفي
يمكن تحديد طرق تحسين أعراض الاكتئاب الظرفي عن طريق تعليم المريض كيفية التعامل بشكل مناسب مع التوتر والمزاج المنخفض بسهولة نسبية.
ويمكن أن يساعد الدعم في إدارة النوم والتوتر من خلال العلاج بالكلام الشخصي على التعافي من الاكتئاب الظرفي.
تشمل الطرق الأخرى لتحسين أعراض الاكتئاب الظرفي ما يلي:
-ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
-تناول نظام غذائي صحي.
-النوم بانتظام.
-التحدث والتواصل مع الأصدقاء والعائلة.
-الانضمام إلى مجموعات الدعم.
-ممارسة هواية جديدة، أو الانخراط في اهتمامات موجودة.
في بعض الأحيان يمكن وصف مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادّة للقلق للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الظرفي الشديد، ويمكن إعطاؤها بالتزامن مع العلاج بالكلام لفترة قصيرة من الزمن.
وعلى الرغم من أن الاكتئاب الظرفي قد يستمر لبضعة أشهر فقط، إلا أنه لا يزال من المهم طلب العلاج خلال هذه الفترة منعاً لمواجهة المضاعفات، ومع ذلك، فإن الافتقار إلى الحافز ومشاعر اليأس وتدني الحالة المزاجية يمكن أن تمنع الناس من طلب الرعاية المناسبة.
قد يهمك أيضا: