اكتشف باحثان من المركز الطبي بجامعة فاندربيلت وجامعة ستانفورد جسمًا مضادًا أحادي النسيلة بشريًا قويًا ومُعادلًا ضد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) والفيروس المشطي البشري (hMPV).
وأظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت نهاية الشهر الماضي بـ«Cell Host and Microbe»، أنها لا تصف فاعلية الجسم المضاد «RSV-199» فحسب، بل تصف أيضًا الآليات التي من خلالها تحيّد ثماني سلالات مختلفة من عدوى RSV و hMPV في الفئران.
فقد اكتشف الدكتور جيمس كرو جونيور والدكتور نافينشاندرا سورياديفارا جسمًا مضادًا أحادي النسيلة له إمكانات علاجية تعمل على تحييد كلا الفيروسين.
ويمثل هذا الاكتشاف خطوة حاسمة في تطوير وتصميم لقاح واحد ضد الفيروسين الممرضين، وذلك وفق ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وقال الباحثان «عندما نتحدث عن فاعلية الجسم المضاد لمسببات الأمراض الأخرى، فإننا بشكل عام نصف التركيز المثبط نصف الحد الأقصى - كمية الجسم المضاد اللازمة لتحييد الهدف بنسبة 50 % - بالميكروغرام لكل مليلتر.
وأوضح سورياديفارا العالِم الكبير بمركز فاندربيلت للقاحات (VVC) المؤلف الأول المشارك للورقة مع الدكتور شاولن وين الباحث المشارك بمختبر ثيودور جارديتسكي بجامعة ستانفورد «بالنسبة لـ RSV-199 فأن نانوغرام لكل مليلتر، فرق ألف ضعف».
وفيروس RSV هو السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب مجرى الهواء والالتهاب الرئوي لدى الأطفال بعمر دون العام.
وفي أواخر عام 2022، ارتفعت الإصابات بفيروس RSV بجميع أنحاء البلاد، ما دفع إلى مضاعفة الجهود نحو إيجاد علاجات جديدة للفيروس من قبل الوكالات الحكومية والمؤسسات الطبية، بما في ذلك VVC.
وتم اكتشاف HMPV عام 2001؛ وهو ينتمي إلى نفس عائلة الفيروسات مثل RSV وهو السبب الثاني الأكثر شيوعًا للصفير والالتهاب الرئوي عند الأطفال.
ويضيف سورياديفارا «بمجرد أن اكتشفنا أن هذا الجسم المضاد يمكن أن يرتبط بكل من RSV و hMPV على بروتين Preusion-F، أردنا أن نفهم الآلية المحتملة لهذا التحييد المتبادل، لذلك لجأنا إلى متعاونينا في ستانفورد الذين فعلوا التحليل الهيكلي لـ RSV-199 وبروتين الانصهار RSV-F باستخدام مجهر إلكتروني عالي الدقة. وكشف هذا التحليل أن الجسم المضاد يستهدف موقعًا محددًا يسمى الموقع III على بروتين Preusion-F لفيروسات RSV و hMPV، ما يمنع الاندماج مع الخلايا المضيفة والعدوى اللاحقة. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي RSV-199 على منطقة CDR3 أطول من الأجسام المضادة RSV و hMPV النموذجية، ما يسمح له بالارتباط بكل من RSV و hMPV».
وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتصميم علاج مع الجسم المضاد RSV-199، يأمل سورياديفارا في تعريض RSV-199 للجسم المضاد RSV من «نيرسيفيماب» و«استرازينيكا»، والذي حصل على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير لاستخدامه للرضع.
وخلص سورياديفارا الى القول «إن الأجسام المضادة متشابهة تمامًا من حيث قدرتها على تحييد سلالات RSV، ولكن RSV-199 يمكنه أيضًا تحييد hMPV. إنه جسم مضاد رائع له إمكانات علاجية حقيقية».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
دراسة جديدة تؤكد أن ممارسة الرياضة تُقلل خطر الوفاة بالإنفلونزا والالتهاب الرئوي