لن تشاهدي بعد اليوم الآثار التي يمكن أن تتركها الجروح والعمليات الجراحية على الجسم بفضل خيوط جديدة.
لقد بات بإمكان الجلد، عند الإصابة بالجروح، إصلاح نفسه وإستعادة الصحة الجلدية، من دون أن يترك أيّ ندوب أو آثار، بفضل خيوط الأكتين.
ويُسمّى هيكل الخلية باسم خيوط الأكتين. وهذه الأخيرة قادرة على إغلاق الأنسجة من دون أن تترك أيّ ندوب، وفقاً لنتائج دراسة نُشرت في المجلة الطبية Nature Cell Biology . وبفضل هذه العملية، سيبدو مكان الجرح طبيعياً، لأنَّ هذه الخيوط تضمن سلامة الأنسجة بتوزيع التوتر وقت إغلاق الجرح، وهي تتكون من الأكتين (وهو العنصر الأساسي في عضلات الإنسان).
ويوضح ستيفان فينسنت من مختبر الأحياء والمحاكاة للخلية قائلاً: "الفرضيّة التي توصلنا إليها هي أنّ الخيوط تعمل على شدّ الأنسجة، ممّا يسرّع عملية إغلاق الجرح بشكل مثاليّ وبالتالي عدم ظهور أيّ ندوب".
خيوط الأكتين تسرّع الشفاء من دون آثار
لكن الباحثين في كليّة ليون العليا للمعلمين في فرنسا لاحظوا أنّ آلية الشفاء في الذباب ليست لديها هذه الخيوط.
وأثبتت دراستهم أن سرعة إغلاق الجرح لدى أجنّة الذباب لا تتأثر بغياب هذه الخيوط.
وقال الباحثون: "بناءً عليه، لا تؤدّي هذه الخيوط دوراً ديناميكياً في شدّ الأنسجة المرتبطة بهذه العملية منذ قرون"، فيما أثبتت هذه النتائج أنّ الخيوط تمنع تشكيل الندوب وتشير إلى آلية جديدة في هذه العملية، وأن قوى إصلاح الجرح تعمل عند مستوى الأنسجة.
وتعمل هذه الخيوط على تنسيق الخلايا واستقطاب كلّ واحدة منها للمحافظة على تجانسها.
ويأمل الباحثون في "أن يتمّ تطبيق هذه النتائج على الفقاريات. والسؤال الملحّ الذي نطرحه في هذا المجال، بناءً على ذلك، هو معرفة إذا ما كان بإمكاننا في يوم ما تحفيز تشكيل هذه الخيوط لتسريع عملية الشفاء لدى كبار السنّ لزيادة فعاليتها والحدّ من تشكُّل الندوب".