رغم انتشار الإصابة بسرطان الثدي عند النساء الأكبر سنًا، خاصة بعد سن الـ 60 عامًا، إلا أن تشخيص سرطان الثدي لم يعد مقصوراً على هذه الفئة العمرية فقط، إذ بات الكثير من النساء تحت سن الـ40 عامًا عرضة للإصابة، والأرقام العالمية إلى ازدياد.
وقد يكون التشخيص صعبًا؛ لأن الفحص الروتيني لا يوصى به في هذه الفئة العمرية الأصغر، لذلك تواجه النساء الأصغر سنًا المصابات بسرطان الثدي تحديات فريدة من نوعها.
ووفقًا للمراجعة السريرية لعام 2021، يعد سرطان الثدي الآن أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء الأصغر من 39 عامًا.
وغالبًا ما يتم تشخيص المرض في مراحل لاحقة، عندما يميل إلى أن يكون أكثر عدوانية، وهذا يعني أن معدل البقاء على قيد الحياة أقل، ومعدل تكرار الإصابة أعلى.
ويُعتبر سرطان الثدي نادرًا في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، إذ تنتمي 5 بالمائة فقط من جميع الحالات إلى هذه الفئة العمرية.
يتم تشخيص سرطان الثدي غالبًا عند النساء الذين تتراوح أعمارهنّ بين 65 و74 عامًا، ويكون متوسط العمر عند التشخيص هو 63 عاماً.
وسرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و39 عامًا، وهو ما يمثل 30% من جميع أنواع السرطان في هذه الفئة العمرية، وفقًا لمراجعة عام 2021.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات من قاعدة بيانات المراقبة وعلم الأوبئة والنتائج النهائية (SEER) في الولايات المتحدة لعام 2017 أن 5.6 بالمائة من تشخيصات سرطان الثدي الغازية كانت لدى النساء اللواتي لم يصلن إلى سن الأربعين.
مدى شيوع سرطان الثدي في سن الثلاثين
وفقًا للمعهد الوطني للسرطان، إذا كنتِ في الثلاثينيات من العمر، فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي هو 1 من 204؛ أي حوالي 0.4 في المئة، وبحلول سن الأربعين، يبلغ الخطر حوالي 1 من كل 65، أو حوالي 1.5 بالمائة. وبحلول سن 60 عاماً، تزيد الفرصة إلى 1 من 28، أو 3.5 في المئة.
ومعدلات البقاء على قيد الحياة أقل بالنسبة للنساء الأصغر من 40 عامًا، ووفقًا لدراسة أجريت عام 2016، كانت النساء في سن 40 عامًا أو أقل أكثر عرضة للوفاة بسبب سرطان الثدي بنسبة 30 بالمائة مقارنة بالنساء اللاتي تمَّ تشخيصهن بين سن 51 و60 عامًا.
عوامل الخطر
تتعرض بعض النساء لخطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، وتشمل عوامل الخطر ما يلي:
- وجود إحدى نساء العائلة المقربات (الأم أو الأخت أو العمة) التي تمَّ تشخيص إصابتها بسرطان الثدي قبل سن الخمسين.
- وجود قريب ذكر مصاب بسرطان الثدي.
- وجود طفرة جينية BRCA1 أو BRCA2.
- تلقي العلاج الإشعاعي للصدر أو الثدي قبل سن الثلاثين.
- العوامل الهرمونية، مثل بداية الدورة الشهرية المبكرة، أو استخدام حبوب منع الحمل، أو العقم الإباضي.
وتشمل عوامل الخطر الأخرى التي تنطبق على النساء في أي عمر ما يلي:
- وجود نسبة عالية من أنسجة الثدي التي تظهر كثيفة في تصوير الثدي بالأشعة السينية.
- وجود خزعة غير طبيعية سابقة للثدي.
- أن تكون قد حصلت على الدورة الشهرية الأولى قبل سن 12 عامًا.
- الحمل لأول مرة بعد سن الثلاثين.
- عدم وجود حمل كامل المدة.
- عدم النشاط البدني أو زيادة الوزن.
أسباب سرطان الثدي في سن العشرينيات والثلاثينيات
يحدث سرطان الثدي عندما تبدأ خلايا الثدي في النمو والتكاثر بشكل غير طبيعي، والتغييرات في الحمض النووي يمكن أن تؤدي إلى تحول خلايا الثدي الطبيعية إلى خلايا غير طبيعية.
السبب الدقيق وراء تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية غير واضح، لكنَّ الباحثين يعرفون أن كلاً من الهرمونات والعوامل البيئية وعلم الوراثة يلعب دورًا.
ما يقرب من 5 إلى 10 بالمائة من سرطانات الثدي ترتبط بطفرات الجينات الموروثة، والأكثر شهرة هو جين سرطان الثدي 1 (BRCA1) وجين سرطان الثدي 2 (BRCA2).
إذا كان لديكِ تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض، فقد يقترح طبيبكِ إجراء اختبار للدم؛ بحثًا عن هذه الطفرات المحددة.
في بعض الحالات، وجد أن سرطان الثدي في العشرينيات والثلاثينيات من العمر يختلف بيولوجيًا عن السرطانات الموجودة لدى النساء الأكبر سنًا.
على سبيل المثال، النساء الأصغر سنًا أكثر عرضة لتشخيص سرطان الثدي الثلاثي السلبي والإيجابي HER2 من النساء الأكبر سنًا.
إحصائيات سرطان الثدي النقيلي
يتزايد عدد النساء تحت سن الأربعين اللاتي يتم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي النقيلي، ويعني سرطان الثدي النقيلي أن السرطان قد تقدم إلى المرحلة الرابعة، وقد انتقل إلى ما هو أبعد من أنسجة الثدي، إذ ينتشر في مناطق أخرى من الجسم؛ مثل العظام أو الدماغ. وتكون معدلات البقاء على قيد الحياة أقل بالنسبة للسرطان الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات للنساء المصابات بسرطان الثدي الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم هو 28 بالمائة لجميع الأعمار.
ومن بين كل الأعمار، تكون معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان الثدي لدى المراهقات والشابات أقل من النساء الأكبر سنًا، فكلما زاد تقدم السرطان وانتشاره بالجسم، كانت توقعات الشفاء أو البقاء على قيد الحياة أقل.
أعراض سرطان الثدي في الـ30
غالبًا ما يصعب على الأطباء تشخيص سرطان الثدي لدى النساء تحت سن الأربعين؛ لأن النساء الأصغر سنًا لديهن ثديان أكثر كثافة، ولن يظهر الورم عادةً أيضًا في تصوير الثدي بالأشعة السينية لدى النساء الأصغر سنًا. ومع ذلك، قد تشمل بعض علامات وأعراض سرطان الثدي ما يلي:
- تغير أو كتلة في منطقة الثدي.
- تورم في منطقة العقدة الليمفاوية تحت الإبط.
- تغييرات في حلمات الثدي؛ مثل الاحمرار أو التقشر أو إفرازات ليست من حليب الثدي.
بلغي طبيبكِ عن أي تغييرات في الثدي، وتشمل هذه التغييرات:
- تغييرات في الجلد.
- تغييرات الحلمة وإفرازاتها.
- كتلة في الثدي.
- ألم.
- الرقة في الثدي.
- أي تغيير غير عادي آخر في ثديكِ أو منطقة تحت الإبط.
قد يهمك أيضا: