ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم الحديث في السنة النبوبة عن فضل إعفاء اللحية، في العديد من الأحاديث النبوية، ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: "قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين" (متفق على صحته)، ورواه البخاري في صحيحه بلفظ: "قصوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين"، وكذلك في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس"، وهذا اللفظ في الأحاديث المذكورة يقتضي وجوب إعفاء اللحى وإرخائها.
وقال الله تعالى: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الحشر : 7)، كما ذكرت بعض الأحاديث أن إعفاء اللحية من الفطرة، فعن الإمام مسلم في حديثه عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ، قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ". وأثبت العلم الحديث أهمية السُنة النبوية فى إعفاء اللحية، وهو ما ذكرته دراسة علمية حديثة نشرها موقع "ديلي ميل" البريطاني، بأن لحية الرجل تحميه من مرض السرطان.
واكتشف باحثون أستراليون في جامعة جنوب كوينزلاند أن إعفاء اللحية يمنع وصول الآشعة فوق البنفسجية إلى البشرة بنسبة 95%، وذلك ما أعلنه مُعدّ الدراسة الرئيسي، البروفسور ألفيو باريسي لمجلة "Mens"، مبينًا أنّ إطلاق اللحية يؤدّي دورًا رئيسيًا في حجب الآشعة فوق البنفسجية، وبالتالي تحمي الإنسان وتقيه الإصابة بسرطان الجلد.