أصبح مساج الأسماك الذي يعرف أيضا باسم "دكتور فيش" موضة يقبل عليها الراغبين في تنظيف جلد أقدامهم من الخلايا الميتة. لكن كثيرا من الخبراء ما فتئوا يحذرون من هذا النوع من المساج لأنه يشكل خطورة على المقبلين عليه. كيف ذلك؟
على الرغم من مخاوف أثيرت حول ما إذا كان صحياً أم لا؟ إلا أن "دكتور فيش" أو ما يعرف بـ "غارا روفو" لا يزال يستخدم حتى الآن في بعض صالونات التجميل. وقد حذر تقرير جديد لمجلة "JAMA Dermatology" الأمريكية من خطورة هذا النوع من الباديكير، لما له من تأثير خطير على صحة القدمين، حيث أكد الخبراء أن باديكير أسماك "غارا روفا" قد يؤدي إلى توقف أصابع القدمين عن النمو. وفي هذا النوع من الجلسات يقوم الشخص بوضع قدميه في حوض ماء تسبح فيه مجموعة من الأسماك الصغيرة تتغذى على الجلد الميت للقدمين.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه تكمن خطورة ذلك في تسخين المياه المستخدمة عادة بعد كل استخدام حتى درجة حرارة 30 مئوية فقط دون تغييرها بعد كل استخدام خشية نفوق الأسماك. لذا يتم فقط إعادة تسخينها دون تنظيف، وهو الأمر الذي قد يتسبب في انتقال الأمراض من شخص لآخر بكل سهولة. وما يؤكد صحة ذلك هو اكتشاف العديد من البكتيريا والفطريات داخل تلك الأحواض المائية المخصصة لتلك الجلسات.
ويرى الخبراء أن تلك العملية تعتبر فرصة كبيرة لانتشار الأمراض الخطيرة المضرة بالصحة، خاصة بعدما تم تسجيل بعض الحالات التي أصيبت بضمور في أصابع القدمين. وكان من ضمن تلك الحالات امرأه أصيبت بمرض جلدي غريب في أصابع القدمين، فسره الأطباء على أنه ضمور في نمو الأصابع والأظافر نتيجة لإصابتها بمرض يسمى "Onychomadesis"، والذي نتج عن البكتيريا والفطريات التي تم نقلها عن طريق الأسماك.
وتعيش تلك الأسماك في المياه العذبة بالقرب من الخليج ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وتتميز تلك الأسماك بالقدرة على الشفط وهو الأمر الذي يساعدها في التعلق بالحجارة في المياه، كما ثبت أنها تستطيع أن تتغذى على الجلد وهو ما أهَلها للاستخدام في علاج بعض حالات الصدفية. وقد تأكدت تلك النتائج في تجربة سريرية أمريكية شملت 67 مريضاً بالصدفية. ولاحظ الباحثون أن أسماك "غارا روفا" تمكنت من المساعدة في علاج بعض حالات هذا المرض الجلدي.
وقد تأكدت تلك النتائج في تجربة سريرية شملت 67 مريضاً مصابين بالصدفية ممن خضعوا للعلاج بهذه الأسماك لمدة 3 أسابيع. ووجد الباحثون أن نسبة الخطورة التي يعاني منها هؤلاء المرضى بالنسبة للآثار السلبية للمرض، قد انخفضت بنسبة 72 بالمائة عن المعدل الطبيعي ودون تسجيل أية آثار جانبية. وبذلك يمكن القول بأن أسماك "غارا روفا" يمكنها أن تساعد في علاج الصدفية أما في مجال التجميل، فهي لا تصلح وإنما قد تسبب أمراضاً خطير، بحسب رأي الخبراء.