إن تناول الطعام هو جزء مهم من الحياة اليومية لكل شخص، لذا تعد أمراض الجهاز الهضمي أكثر الأمراض قدرةّ على إزعاج الإنسان.كما يشكل الغذاء الوقود الضروري لقيام الجسم بوظائفه العضوية المختلفة، لذلك تهدد الاضطرابات الهضمية المؤثرة على الغذاء صحة الجسم بكامله، وأحد أخطر هذه الاضطرابات هي القرحة المعدية.
تعريف القرحة المعدية وأعراضها وأسبابها
القرحة المعدية أو الهضمية كما اتفقت العديد من المراجع الطبية على تسميتها هي؛ تآكلات متقرحة في بطانة المعدة من الداخل بسبب تأثير الحمض المعدي عليها.
وقد تصيب هذه التآكلات أجزاء أخرى من الأنبوب الهضمي خصوصاً العفج (الاثني عشر).
أعراض القرحة المعدية
تبقى القرحات المعدية غير عرضية في أغلب الحالات حتى تختلط بإحدى مضاعفاتها الخطيرة وأهمها نزف القرحة أو انثقابها، لكن في الحالات العرضية تكون هذه الأعراض هي:
الألم البطني (وهو العرض النوعي): الألم المحدث بالقرحة يتوضع بشكل مبهم في ناحية البطن، وقد ينتشر إلى الأعلى نحو العنق والظهر (مما يجعله يختلط مع الألم
قلبي المنشأ) أو إلى الأسفل باتجاه السرة، يبدأ الألم بعد تناول الطعام ببضع ساعات ويستمر لدقائق أو ساعات، وقد يوقظ الألم المريض ليلاً.
عسرة الهضم: وهي عرض أقل شيوعاً، وتحدث بعد تناول وجبات كبيرة وتكون مزعجة للمريض.
فقدان الشهية ونقص الوزن: غالباً ما يحدث بسبب الألم المحرض بتناول الطعام، فيرغب المريض بتجنب الانزعاج ويشعر بعدم الرغبة في الأكل مما ينتج عنه مع الوقت فقداناً خفيفاً أو معتدلاً في الوزن.
حرقة المعدة: التي تحدث بعد الوجبات الكبيرة والدسمة، وهي ناتجة عن ارتداد محتوى المعدة الحامضي إلى المري وأحياناً البلعوم.
أسباب قرحة المعدة
الإصابة بجرثومة الملتوية البوابية (Helicobacter pylori): تستوطن هذه الجرثومة بطانة المعدة بشكل شائع عند مختلف الأعمار وغالباً ما تبقى الإصابة غير عرضية، بعض الأشخاص أكثر عرضة لتأثيرها.
فتهيج لديهم البطانة وتضعفها مما يجعلها معرضة للحمض المعدي فتتآكل وتحدث القرحة، ويبقى سبب إصابتهم دون غيرهم مجهولاً حتى الآن.
تناول الأدوية من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs): مثل الأسبرين والبروفين وهي أدوية شائعة الاستعمال، توصف لتسكين الألم وخفض الحرارة.
من الآثار الجانبية الشائعة لتناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية هي حدوث القرحات المعدية، لأن هذه الأدوية تثبط من اصطناع المخاط الذي يشكل طبقة على بطانة المعدة ويحميها من التعرض للحمض.
فيجعلها عرضة للتخريش الكيميائي من مفرزات المعدة.
نمط الحياة غير الصحي: كان يعتقد سابقاً أن لنمط الحياة وبعض العادات كالتدخين وتناول الطعام الدسم والحاوي على الكثير من التوابل دور مهم في إحداث القرحات المعدية.
وعلى الرغم من قلة الأدلة التي تدعم هذا الاعتقاد إلا أن دور هذه العوامل في الإساءة إلى أعراض القرحة والتقليل من فعالية علاجها هو أمر مؤكد.
قد يهمك أيضا:
دراسة تُؤكّد أنّ الاضطرابات العقلية الشائعة ناتجة عن 100 جين مشترك