الدورة الشهرية

الدورة الشهرية أو الحيض أو الطمث أو "زُمردة" كما اعتدت أن أُطلق عليها أنا وصديقاتي، باتت أمرًا من المحرمات لا يُمكن الحديث عنه ويستحي معظم النساء من ذكره حتى أمام أزواجهن أو أطبائهن، لذا يستعصي على معظمنا التمييز بين ما هو طبيعي وغير طبيعي، بل وخطير فيما يتعلق به، لكن ودّعي هذا الزمن، ولاحظي هذا الضيف العزيز كل شهر، فقد يحمل في جعبته ما يطمئنك على صحتك أو يجعلك تهرولين إلى الطبيب طلبًا للمساعدة.


1- آلام الدورة الشهرية

الألم الذي تشعر به النساء في أثناء الدورة الشهرية ألم طبيعي للغاية، فبطانة الرحم تسقط كل شهر، ثم تتقلص عضلات الرحم لدفع الدم الناتج عن ذلك خارج الجسم، وهذه الانقباضات هي ما تتسبب في الشعور ببعض الألم.

لكن إذا شعرتِ بألم شديد لأكثر من يومين في أثناء الدورة الشهرية، ولم تُجدِ المسكنات نفعًا للتخفيف عنكِ، أو اضطررت لعدم الذهاب للعمل أو ممارسة أنشطتك اليومية، فهذا الألم يدق ناقوس الخطر حينئذٍ، لأنه يُشير في معظم الحالات إلى الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة. حيث تنمو بعض أنسجة الرحم خارج الرحم في أماكن مثل المبايض أو قناة فالوب أو أسفل البطن، ولأنها لا تجد سبيلًا للخروج من الجسم، فتتراكم وقد تتسبب في آلام بالحوض، ويُعاني منها نحو 10% من النساء من هذه الحالة.

كذلك قد يرجع السبب في هذا الألم الشديد تكوّن أورام ليفية حميدة تتطلب إزالتها بعملية جراحية، فإذا لاحظتِ استمرار الشعور بهذا الألم الشديد لثلاثة شهور متتالية، احرصي على استشارة الطبيب.

اقرئي أيضًا: بطانة الرحم المهاجرة وتأثيرها على تأخر الحمل
2- عدم انتظام الدورة الشهرية

يزورك هذا الضيف الثقيل كل 21 إلى 35 يومًا شهريًا، وتستمر الزيارة من يومين إلى سبعة أيام، ثم تصبح أكثر انتظامًا وتقصر المدى الفاصلة بين كل دورة كلما تقدمتِ في العمر، فما السبب في تأخرها أو غيابها لشهور؟

إذا تأخرت الدورة، واستبعدت احتمال الحمل   ولم تصلي بعد إلى سن انقطاع الدورة الشهرية، فقد يكون السبب في ذلك فقدان زائد في الوزن أو اضطراب في العادات الغذائية مثل فقدان الشهية أو الجوع الشديد،  وهذا السبب أيضًا في غياب الدورة الشهرية لشهور لدى العداءات اللاتي يُهملن عاداتهم الغذائية. لذا احرصي على اتّباع نظام غذائي متوازن.

 كذلك قد يرجع السبب إلى التوتر والإجهاد أو استخدام بعض الأدوية مثل تلك المستخدمة في علاج سرطان الرحم.

سبب آخر لتغيب الدورة الشهرية هو خلل في الهرمونات بسبب مشكلات في الغدة الدرقية تؤدي إلى تكوّن تكيسات المبايض.
وتؤدي الأورام الليفية وخلل الهرمونات إلى تباعد الفترات بين كل دورة شهرية وأخرى.

تذكري أن دورتك الشهرية تتغير في مراحلك العمرية المختلفة، وحتى إذا كانت منتظمة تمامًا، فقد تخلف الميعاد بين الحين والآخر. لكن إذا استمر الحال على ذلك لأكثر من ثلاثة أشهر، فننصحك باستشارة الطبيب لمعرفة السبب في عدم انتظامها.

اقرئي أيضًا: طرق طبيعية لتحفيز الدورة الشهرية على النزول
3- النزف الشديد أثناء الدورة الشهرية

مع إنك قد تتخيلين أنكِ تفقدين لترات من الدم كل شهر، لكن لا يتعدى الأمر كوبًا واحدًا في أغلب الأحيان، وينبغي أن يكون النزف غزيرًا أول يومين فقط ثم يقل بعد ذلك، لكن لا بُد أن تستطيعي التمييز بين النزف الغزير وغير الطبيعي، فإذا اضطررتِ لتغيير الفوطة كل ساعة أو إذا استمرت دورتك الشهرية لأكثر من أسبوع، فهذا الأمر بلا شك غير طبيعي.

وقد يرجع إلى زيادة مفرطة أو نقص حاد في أحد الهرمونين الأستروجين والبروجيسترون، أو استخدام إحدى وسائل منع الحمل غير الهرمونية مثل اللولب أو الإصابة ببعض الأورام الليفية، وقد يُشير ذلك أيضًا في حالات نادرة إلى الإصابة بالسرطان، كذلك فإن نزول دم غزير مع أعراض مثل الدوخة والصداع، قد يُشير إلى إصابتك بالأنيميا.

ومن ناحية أخرى، فإن انخفاض كمية الدم في أثناء الدورة الشهرية عن المعتاد، قد يُشير إلى الإصابة بسوء التغذية أو تغيرات هرمونية أو التوتر أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات.

اقرئي أيضًا: صحتك أثناء الدورة الشهرية: افعلي ولا تفعلي
4- لون دم الحيض

لون دم الحيض يُشير إلى توازن نسب الهرمونات أو وجود خلل بها، ويُمكن تقسيمه إلى ثلاثة ألوان:

أحمر داكن ومتجلط (لون العنب البري المتجمد): يُشير إلى نسب عالية من هرمون الأستروجين، التي تتسبب في نزف غزير، لأن زيادة هذا الهرمون تعني أن بطانة الرحم تكون أكثر سمكًا.

وردي أو أحمر فاتح (لون مربى الفراولة): على العكس مما سبق، يُشير إلى نقص هرمون الأستروجين، الذي يؤدي إلى جفاف المهبل ونقص الشهوة الجنسية وتساقط الشعر والشعور بالإرهاق، وقد يكون ذلك السبب في تأخر الدورة الشهرية، وقلة كمية دم التي تنزل خلالها أو نزوله على شكل بقع، وقد يتعلق الأمر أحيانًا باستخدام بعض وسائل منع الحمل.

أحمر فاقع (لون التوت البري الأحمر): هذا هو اللون المثالي للدورة الشهرية، حيث تأتي وتنتهي في موعدها، وهو يُشير إلى توزان الهرمونات في الجسم.

5- نزول دم بعد انقضاء الدورة الشهرية

قد تلاحظين نزول بقع دم بين دورة شهرية وأخرى، ويُمكن أن يكون هذا الأمر عاديًا بالنسبة للنساء التي تتناول حبوب منع الحمل، لكن بالنسبة للنساء اللاتي لا يتناولنها، فقد يكون هذا الأمر بمثابة ضوء أحمر لا تتجاهليه أبدًا، فقد يشير إلى الإصابة بالسرطان أو الأورام الليفية أو عدوى ما أو خلل هرموني، لذا سارعي باستشارة الطبيب.