نصائح تساعدك على حماية نفسك من "النقرس"

لطالما اُعتبر النقرس من أمراض الأثرياء القادرين على شراء الأطعمة الفاخرة واللحوم. ولكن اليوم اختلف الأمر. إذا أردت حماية نفسك من الإصابة بهذا الداء المؤلم، عليك أن تتذكر كلمة "بورين". فما هو وكيف يمكن حماية الجسم منه؟
 
ووفقًا لـ"دويتشه فيلله"، قدم تقرير لدورية "بريتش ميديكال جورنال" البريطانية مجموعة من النصائح لتجنب الإصابة بمرض النقرس الذي يصيب البعض نتيجة الإفراط في تناول بعض الأطعمة. وأوضح طرق التعامل مع المرض في حالة الإصابة به، وناقش العلاقة بين أسلوب الحياة والنظام الغذائي من جهة وأعراض مرض النقرس من جهة ثانية.
 
ويقول الدكتور آلان غيلبر، من قسم الروماتيزم في جامعة جون هوبكنز الأميركية "إن النقرس هو السبب الرئيسي للالتهاب المفصلي لدى الرجال في الثلاثينات والأربعينات من العمر". كما تصاب النساء أيضًا بالنقرس، على عكس ما يعتقد الكثيرون، وفق ما أكده غيلبر في موقع "يو إس نيوز" الأميركي. وأوضح "لا يرتفع معدل تكرار الإصابة بالنقرس مع تقدم العمر فحسب، بل يرتفع أيضًا وبشكل كبير عند النساء بعد سن اليأس". كما أن النساء الأصغر سنًا ممن يعانين من مشاكل صحية في الكلى يكن أكثر عرضة للإصابة بالنقرس.
 
التفسير العلمي
ووفق الخبراء، فإن الإصابة بالنقرس ترتبط بمجموعة من العوامل الصحية التي أصبحت شائعة بشكل متزايد مع التقدم في العمر. فزيادة الوزن والسمنة، ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكُلى المزمنة وارتفاع نسبة الكولسترول كلها أمراض ترتفع معدلات الإصابة بها مع التقدم في العمر، ويرتفع معها خطر الإصابة بالنقرس أيضًا، طبقًا للموقع الإخباري.
 
ويشير الخبراء إلى أن جسم الإنسان ينتج البورين، وعندما يتناول الإنسان اللحوم، يقوم الجسم في ذلك الوقت بتحويل البورين إلى حمض اليوريك. ومع ارتفاع تركيز حمض اليوريك في الجسم تحدث الإصابة بالنقرس. وتسمى تلك الحالة بزيادة تركيز حمض اليوريك بالدم. لذا ينبغي على مرضى النقرس الابتعاد عن تلك الأطعمة الغنية بالبورين.
 
ومن خلال اختبار بسيط للدم يمكن الكشف عن ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الجسم ولكن ذلك لا يعني بالضرورة الإصابة بالنقرس. ولتشخيص الإصابة بالنقرس يقوم الأطباء بسحب عينة من الدم من الإصبع الكبير أو المفصل المتأثر والكشف عليها تحت المجهر حتى يتم التأكد من الإصابة بالمرض.
 

الممنوع والمسموح لمرضى النقرس
وعلى عكس بعض الأمراض التي ينصح فيها الأطباء بتناول الفاكهة والخضروات، فإن النقرس لا يتم علاجه بهذه الطريقة. فعلى سبيل المثال فإن السبانخ ونبات الهليون يحتويان على مستويات عالية نسبيًا من البورين. وكذلك بعض البقوليات مثل العدس والفول والفاصوليا، فكلها تحتوى أيضًا على نسبة عالية من البورين.
 ومن الأطعمة التي ينبغي أيضًا تجنبها الدجاج المشوي ولحم العجل والكبد واللحم المجفف "سلامي"، بالإضافة إلى أنواع معينة من الأسماك مثل السالمون والأنشوجة وهي عبارة عن نوع من الأسماك المملحة. ويحتوي كل 100 غرام من تلك الأطعمة على 360 ملليغرام من البورين.
 
أما عن المسموح بتناوله لمرضى النقرس فهناك أيضًا مجموعة كبيرة من الأطعمة التي تتميز بانخفاض نسبة تركيز البورين فيها. ومن تلك الأطعمة المعكرونة المصنوعة من سميد القمح القاسي. كما أن الأرز والبطاطس والخبز المخلوط بالحبوب كلها خالية من البورين. وينطبق الأمر نفسه على الجزر والطماطم والتفاح والزبادي والجبن والقرنبيط والفطر "المشروم".
 
وتعتبر الكحوليات بكل أنواعها من أكثر المشروبات التي ترفع تركيز حمض اليوريك في الدم، أما بالنسبة لعصائر الفاكهة فمعظمها تحتوي على نسبة عالية من السكر وهو ما قد يعزز احتمالات الإصابة بالنقرس. ويمكن لمرضى النقرس تناول الشاي بمختلف النكهات مثل شاي الأعشاب أو الفاكهة والذي يساعد على التخلص من نسبة البورين في الجسم بشكل أسرع.
 
الوقاية خير من العلاج
بما أن النقرس من الأمراض التي تسبب ألمًا شديدًا في الجسم والمفاصل، لذا فمن الأفضل تجنب ما قد يسببه أو على الأقل محاولة تقليل ما قد يساعد على ظهور تلك المشكلة. وينصح الأطباء بضرورة تقليل الدهون في الطعام وممارسة الرياضة بانتظام والمشي وركوب الدراجة مع الالتزام بالأطعمة الصحية الخالية من الأملاح العالية والبورين.