أظهرت دراسة حديثة وجود علاقة بين نقص فيتامين /د/ في فصلي الخريف والشتاء وزيادة أعراض الاكتئاب والحالات النفسية السلبية.
والدراسة التي عرضت في مؤتمر حول التدخل المبكر في الصحة النفسية الذي عقد في ميلان بإيطاليا مؤخرا شملت 384 شخصا بين مرضى نفسيين وأصحاء وجدت علاقة وثيقة بين انخفاض مستويات فيتامين /د/ وزيادة الحالات النفسية السلبية مقابل انخفاض طلاقة التحدث والمهارات الادراكية.
والفيتامين /د/ أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون حسب اختصاصي أمراض الغدد الصم والاستقلاب الدكتور زهير فضة ويسمى أيضا فيتامين الشمس لأن الجسم يقوم بتصنيعه عند تعرض الجلد لأشعة الشمس إضافة إلى مصادر أخرى وهي المكملات الغذائية والأغذية المدعمة.
الدكتور فضة أشار في محاضرة له بمديرية صحة اللاذقية إلى أن عوز فيتامين /د/ “واسع الانتشار يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم” عازيا السبب إلى التغيير الكبير في طبيعة وأسلوب الحياة والمسكن والعمل وكذلك العادات الغذائية إضافة إلى نقص قدرة الجسم على امتصاص الفيتامين من الشمس مع التقدم بالعمر وخاصة مع عامل البدانة يضاف إليها تناقص كمية الحليب ومشتقاته في الغذاء وعدم التعرض الكافي لأشعة الشمس.
وعن أعراض نقص هذا الفيتامين أوضح الدكتور فضة أن منها نقص الكالسيوم في الجسم والفوسفور الذي يؤدي إلى آلام عظمية وعضلية وتزايد احتمالات الإصابة بكسور مع وجود علاقة وثيقة مع أمراض أخرى كثيرة منها السرطانات وخاصة سرطان الثدي إضافة إلى السكري وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية والزهايمر.
ويرى الدكتور فضة أن العلاج سهل وبسيط وغير مكلف ويتمثل في الإكثار من تناول الأطعمة الغنية به مع التعرض المكثف لأشعة الشمس عند شروقها وقبل مغيبها إضافة لتناول الشكل الدوائي منه إذا لزم الأمر.
وبالعودة للدراسة يفسر خبراء النتائج بان مستويات فيتامين /د/ تؤثر على الدوبامين وهي مادة كيميائية مرتبطة بالحالة المزاجية في المخ ناصحين بتناول مكملات الفيتامين في أشهر الخريف والشتاء التي تغيب فيها أشعة الشمس معظم الأيام وتناول بعض الأطعمة مثل الأسماك الغنية بالزيوت.
ثناء شحرور