كشفت دراسة أميركية حديثة، أن المرضى من الأمريكيين السود وذوى الأصول الإسبانية الذين يعانون من اضطرابات عصبية هم أقل عرضة لرؤية أخصائي المخ والأعصاب، مقارنة بالأمريكيين من البيض الذين يعانون من نفس الظروف المرضية.
وعكف الباحثون على تحليل بيانات أكثر من 279 ألف مريض، أفاد ما يقرب من 17 ألف منهم بمعاناتهم من اضطرابات عصبية، مثل (الصرع، الشلل الرعاش، التصلب المتعدد وغيرها من الحالات مثل الصداع، أو الأمراض الدماغية الوعائية).
وتوصل الباحثون في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن إلى أن المرضى السود أقل عرضة بنسبة 28% لزيارة أطباء المخ والأعصاب، مقارنة بالمرضى من البيض، كما أن المرضى ذوى الأصول الإسبانية كانوا أيضا أقل عرضة بنسبة 39%.
وقالت الدكتورة ألطاف سعدي، رئيس قسم أمراض الأعصاب في مستشفى ماساتشوستس: "لقد ركزت الدراسات السابقة على أمراض عصبية محددة، مثل السكتة الدماغية أو مرض الشلل الرعاش". مضيفة أن هذه هي الدراسة الأولى التي تطلع إلى ما وراء الأمراض العصبية بصفة فردية وتبين التفاوتات العرقية بين مجموعة واسعة من الأمراض العصبية، بغض النظر عن التأمين الصحي أو الحالة الاجتماعية أو الاقتصادية أو الصحية".
يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه أحدث الإحصاءات إلى أن الأمراض العصبية بات أكثر شيوعاً، لتؤثر على حوالى 14% من الأسر الأمريكية.. ولاحظ الباحثون - في سياق أبحاثهم المنشورة في العدد الأخير من مجلة "علم الأعصاب" - أن السكتة الدماغية على سبيل المثال، تعد السبب الرئيسي للإعاقة والسبب الثالث الأكثر شيوعا للوفاة في الولايات المتحدة، تليها معدلات اضطرابات العصبية مثل (الزهايمر، الشلل الرعاش)، ومن المتوقع أن ترتفع معدلات الإصابة بهذه الأمراض مع الارتفاع المضطرد في عامل السن بين السكان.
وقامت السعدي وفريقها البحثي بفحص البيانات التي تم جمعها بين عامي 2006 -2013، في إطار مسح تمثيلي وطني للنفقات الطبية، وفي جميع أنحاء مجتمع الدراسة بأكمله، ذكر 6% فقط وجود اضطراب عصبي، ليتلقى حوالى 2%، بواقع 5.890 مريضا وما مجموعة 13.685 زيارة للعيادات الخارجية.. وقالت سعدى، "إن الأشخاص الذين قاموا بزيارة واحدة على الأقل لطبيب أمراض أعصاب، كان أكثرهم من الإناث، وكبار السن، والبيض ، وغير المهاجرين والمتعلمين والأثرياء، وذلك للحصول على الميزات الخدمات الصحية من خلال نظام التأمين الصحي".
وأشارت الدارسة إلى أن المرضى الذين يعانون من بعض التشخيصات العصبية مثل (التصلب المتعدد، الصرع، والشلل الرعاش)، كانوا الأكثر عرضة لرؤية المتخصصين، مقارنة بمن عانوا من أنواع أخرى من الأمراض العصبية.
وتشير البيانات إلى أنه لكل 100 مريض يعاني من اضطرابات عصبية، ذهب نحو 12.55 مريضا من السود إلى غرفة الطوارئ للرعاية بدلا من رؤية طبيب أعصاب في عيادة خارجية، مقارنة مع 7.66 مريض من أصل إسبان، و7.70 مريض أبيض.. وقد يفسر بعض هذه التفاوات الجغرافية، لأن الخدمات العصبية للمرضى الخارجيين متاحة على نطاق واسع في مناطق مثل شمال شرقي البلاد، في حين أن هناك عددا أقل من المتخصصين في أجزاء من جنوب شرقي الولايات المتحدة، ويوجد عدد أكبر بكثير من الناس يعانون من اضطرابات عصبية تتطلب رعاية متخصصة.
وأحد القيود المفروضة على الدراسة هو استبعاد الأشخاص الذين يعيشون في دور رعاية المسنين وغيرها من الأوضاع المؤسسية حيث قد يقيم العديد من المرضى الذين يعانون من المضبوطات والخرف ، كما يشير الباحثون إلى افتقار أيضا إلى بيانات عن خيارات المرضى أو الأطباء أو التفضيلات المتعلقة بالرعاية، ما قد يؤثر على ما إذا كان بعض الأشخاص تلقوا خدمات طب الأعصاب في العيادات الخارجية.
وعلى الرغم من ذلك، تشير النتائج إلى أن الرعاية غير الكافية للمرضى الخارجيين قد تدفع مجموعات عرقية معينة بشكل غير متناسب إلى غرفة الطوارئ، وفقا لما ذكره الدكتور خورخي بورنيو، الباحث في علم الأعصاب في جامعة ويسترن في لندن، أونتاريو، والذي لم يشارك في الدراسة.