النوم في الليل نعمة خصَّ بها الله الإنسان للراحة والاسترخاء والتخلّص من تعب النهار وهمومه.
\لكن ماذا لو اختلَّ نظام النوم نتيجة اختلال الساعة البيولوجية للجسم التي تنظّم عمل الجسم الوظيفي بين الليل والنهار أو الضوء والظلام، كما يحدث في متلازمة "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة" Jet lag ؟
الاختصاصي في أمراض النوم والعناية التنفّسية، الدكتور مشني السعيد، يطلع قراء "سيدتي نت" على أعراض هذه المتلازمة وسبل التغلّب عليها، في الآتي:
ما هي هذه المتلازمة؟
أوضح الدكتور السعيد أنَّ "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة" أوJet lag يحدث بسبب السفر إلى مناطق بعيدة، يجتاز أثناءها الشخص التاريخ الزمني، ما يؤثر في نمط النوم واليقظة لديه، فضلاً عن عمل أجهزة الجسم. ويسمّى هذا الوضع اختلاف التوقيت، ويُشار إليه طبياً باسم Desynchronosis، وهو حالة فيزيولوجية تحدث نتيجة التعديلات الطارئة على الساعة البيولوجية، وتصنّف على أنَّها واحدة من مسبّبات اضطرابات النوم.
وأضاف الاختصاصي أنَّ السفر عبر عدد من المناطق الزمنية يجعل الساعة البيولوجية خارجة عن التزامن مع وقت الوصول؛ وذلك لاختلاف وقت النهار والليل المعتاد عليه، ما يتسبّب في اضطراب مؤقت للنمط الإيقاعي للجسم، فيُصبح الأخير في حالة اضطراب، ويحتاج لوقت لإعادة برمجة الإيقاعات اليومية مع الساعة البيولوجية. ومن الناس من يتأقلم بسرعة، فيما البعض يحتاج إلى أيّام.
الأعراض...
مشاكل في الجهاز الهضمي، وصداع، وتعب، واضطرابات في النوم، وأرق مؤقت، وفقدان للتوازن، واكتئاب طفيف. وهناك أعراض أخرى مثل الغثيان، وآلام الأذن، وتورّم القدمين، تكون أحياناً ناتجة بسبب السفر نفسه، وليس بسبب تغيُّر المنطقة الزمنية.
وقدّم الدكتور السعيد بعض النصائح للتخفيف من الأعراض:
_ محاولة تغيير وقت النوم والاستيقاظ قبل السفر ليتناسب مع وقت النوم والاستيقاظ في وجهة السفر؛ فإن كان السفر باتجاه الغرب وجب تأخير موعد النوم والاستيقاظ بمعدل ساعة يومياً. أمّا إن كان السفر نحو الشرق فيجب تقديم مواعيد النوم.
_ عند صعود الطائرة، يجب تعديل عقارب الساعة إلى توقيت وجهة السفر، وإن أمكن القيام بهذه الخطوة قبل يوم أو يومين من موعد السفر؛ فذلك يساعد على سرعة التكيّف مع التوقيت الجديد.
_ القيام بتمرينات العضلات خلال الجلوس في الطائرة لتجنّب آلام وشدّ العضلات.
_ محاولة المشي في الطائرة لتنشيط العضلات خلال الرحلة.
_ شرب كميات وافرة من المياه خلال الرحلة.
_ محاولة النوم في الطائرة، إذا كان السفر ليلاً للوصول إلى الوجهة المقصودة بنشاط. وإذا كان السفر نهاراً، فيجب التقليل من النوم، ليستطيع الجسم النوم عند الوصول.
_ تجنَّب الوجبات الثقيلة، خلال الأيام الأولى، في الأوقات التي لا تتناسب مع مواعيد الطعام التي كان الجسم معتاداً عليها، حتى تتوافق الساعة البيولوجية في الجسم مع التوقيت الجدي،. كما قبل النوم.
_ تجنَّب التمرينات المجهدة قبل موعد النوم.
_ أخذ حمام دافئ قد يساعد على استعادة الجسم لحيويته وانتظام النوم.
_ ضوء النهار هو العامل الأساسي الذي يؤدي إلى انتظام الساعة البيولوجية، لذا، يفضل التعرُّض له في الأوقات المناسبة وتجنّبه في الأوقات غير المناسبة.
_ قضاء بعض الوقت في ضوء الشمس وقت شروقها يؤدي إلى تقديم الإيقاع اليومي للجسم.