يعد الطفل الأندونيسي "آريا" البالغ من العمر أحد عشر عامًا، أسمن طفلٍ في العالم حتى الآن، حين وصل وزنه إلى 190 كيلوغرامًا، أي ما يعادل وزن ستة أطفال في مثل عمره، وهو محروم من الذهاب إلى المدرسة، ولا يلعب مع الأطفال ويجاهد كي يمشي لبضع خطوات ولا ينهض من فراشه إلا بشق الأنفس، ولكن كل هذا تغير، بعد أن خضع لعملية معقدة من أجل (تكميم المعدة) وكان أصغر مريض في العالم يخضع لمثل هذه الجراحة.
وعندما ولد " آريا " كان وزنه طبيعياً (3.7 كيلوغرام) ولم يلاحظ والديه أية زيادة غير طبيعية في الوزن إلا بعد أن بلغ الخامسة من العمر، وزاد وزنه فجأة وبطريقة مثيرة للاستغراب ووصل إلى (127 كيلوغرامًا) في أربع سنوات فقط، وبعد سن التاسعة كان الناس يوقفونه في الشارع ويلتقطون معه الصور، وحينها تنبهت وسائل الإعلام العالمية للأمر ووصفته بأسمن طفل في العالم، وتدخل الأطباء وعاينوا حالته وأخضعوه للفحص والتحليلات المعقدة، بحثاً عن أي خلل هورموني قد يكون وراء هذه السمنة ولكنهم لم يتوصلوا إلى أدلة كافية بهذا الشأن، وقرروا أخيراً مراقبة سلوكه الغذائي ووجدوا انه يأكل خمس إلى ست وجبات يومياً وكل وجبة تُشبع رجلاً وانه يلتهم الدجاج المقلي والرز والمعكرونة والشيكولاته والمثلجات، ويبدو وكأنه لا يشبع أبداً، ولم تتوقف والدته (رقية) عن مده بالأطعمة الدسمة إلا بعد أن حذرها الأطباء من إحتمال موت الطفل إذا استمر على هذا الحال، وهذا ما أقنع والديه أخيراً بإدخال طفلهم إلى غرفة العمليات لإنقاذ حياته.
وبالفعل خضع الطفل لهذه العملية المعقدة التي استغرقت خمس ساعات وجرى خلالها إزالة جزءٍ كبيرٍ من المعدة مما جعله يشعر بالإمتلاء لفترةٍ أطول وأدى ذلك إلى فقدانه (31 كيلوغراماً) خلال شهرٍ واحدٍ ويتوقع الأطباء أن يخسر أكثر من مائة كيلوغرام خلال سنةٍ واحدةٍ، وقد أعدت القناة الخامسة في التلفزيون البريطاني فيلماً وثائقياًعن هذا الطفل يحمل عنوان World's Heaviest Child وظهرت فيه الأم وهي تلوم نفسها لأنها كانت تسايره ولا تمنعه من الأكل، بسبب حبها الشديد له فيما قال الأب بأنه لم يكن يرى إبنه إلا وهو يحمل علب المعكرونه والدجاج والحلوى، أما الطفل فقد بدا متفائلاً وهو ينتظر المرحلة، التي سيتخلص فيها من الوزن الزائد كي يلعب كرة القدم مع الأطفال ويسبح ويقود الدراجة الهوائية.