قد يفضل بعض حديثي الزواج تأجيل موضوع الحمل لعدة سنوات بعد الزواج، وذلك من أجل الاستمتاع بالحياة الزوجية، وعدم التبكير بتحمل مسؤوليات تربية الأطفال خلال السنوات الأولى من الزواج، لكن هناك أبحاثُ تؤكد أن تأجيل الحمل له عواقب، قد لا تنتبه إليها المرأة إلا بعد فوات الأوان، فما هي هذه العواقب؟
أكدت عدة دراسات نشرتها مجلة "ميا فيدا" البرازيلية - تعني بالعربية "حياتنا" - أن عدد النساء اللواتي يؤجلن حملهن إلى ما بعد سن الثلاثين والأربعين قد ازداد بشكل ملحوظ في مختلف أنحاء العالم، وتشير هذه الدراسات إلى أن نحو عشرين بالمائة من نساء العالم يحاولن تأجيل حملهن إلى سن الخامسة والثلاثين أو الأربعين، ولكن من الضروري تنبيههن بعواقب مثل هذا القرار، لأن تقدم المرأة في السن يؤثر في قدرتها على الحمل.
وتقول المجلة – بحسب ما نشره موقع "فرفش" - أنه على الرغم من أن تأجيل قرار الحمل قد يكون لأسبابٍ معقولةٍ ، ماديةً كانت أو صحية أو شخصية، فإنه على المرأة أن تعلم بأنه كلما تأخر اتخاذ قرارها بالحمل والإنجاب، فإن العواقب قد تكون خطيرة لدرجة الإطاحة بحلمها لتصبح أماً وتبني أسرة، وأوضحت المجلة أن هناك 5 أسباب لعدم تأجيل الحمل بعد الزواج، وهي:
1 – انخفاض مستوى خصوبة المرأة
انخفاض مستوى الخصوبة عند المرأة أمرٌ محتوم بسبب التقدم في العمر وهي حقيقة بيولوجية، فإذا كانت نسبة إمكانية الحمل بالنسبة للمرأة التي يقل عمرها عن الثلاثين عاماً هي 20% كل شهر فإن هذه النسبة تنخفض إلى 5% فقط بالنسبة للمرأة التي تبلغ الأربعين من عمرها، وأوضحت الدراسة التي كتبتها أخصائية الأمراض النسائية والتوليد البرازيلية المعروفة سولانج لايتي مانتيغا بأن اعتقاد المرأة انه سيكون بإمكانها الحمل عبر المساعدة الطبية ربما يتحول إلى ضرب من الخيال؛ لأن المساعدة الطبية في حمل المرأة لا تكون ناجحةً دائماً إذا كان مستوى الخصوبة في أدنى معدلاته، وشرحت سولانج بأن هناك أسباب لتدني مستوى الخصوبة ومنها التغيرات التي تحدث في إفراز المرأة للبويضات لأسباب يتم اكتشافها عند البدء في إجراء الفحوصات الطبية.
2- تغير وظيفة المبايض
وتقول سولانج أن بعض الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر قد تتسبب في حدوث العقم عند المرأة، موضحةً أن هناك بعض الأمراض النسائية التي تظهر بعد سن الخامسة والثلاثين، وهذه الأمراض ناجمة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث في المبيض بسبب التقدم في العمر.
وأشارت أيضاً إلى احتمال دخول المرأة بشكل مبكر في سن اليأس الأمر الذي يطيح بجميع الجهود من أجل حمل المرأة، وتبين الدراسات الحديثة خطأ الاعتقاد السائد بأن المرأة تدخل سن اليأس بعد سن الخمسين؛ لأن الأرقام تشير إلى أن نسبة خمسة بالمائة من النساء عرضة للدخول في سن اليأس من سن الثلاثين وحتى الأربعين.
3 - ترهل المبيض:
أوضحت الأخصائية البرازيلية أن ترهل المبايض يحدث عند تقدم المرأة في العمر، الأمر الذي يعقد من عملية تخصيب البويضات بالحيوانات المنوية، وحذرت من أنه حتى إذا تم تخصيب البويضة لدى المرأة المتقدمة في السن، فإن خطراً آخر يمكن أن يبرز وهو احتمال إصابة الجنين بتشوهات جينية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الإجهاض الطبيعي عند المرأة الأربعينية.
4 – الحاجة إلى المتابعة الطبية المكثفة:
كلما تقدمت المرأة في العمر تزداد حاجتها إلى المتابعة الطبية المكثفة أثناء فترة الحمل، أما المرأة التي تحمل دون سن الثلاثين فلا تحتاج لعناية طبية مكثفة، وأضافت سولانج بأن خطر الإجهاض يكون دائماً قاب قوسين أو أدنى بالنسبة للمرأة التي تحمل بعد سن الخامسة والثلاثين لأن الجنين سيكون بحاجة إلى رعاية خاصة لتجنب إصابته بالتشوهات.
5 - الأمراض المزمنة:
تقول الأخصائية البرازيلية أنه من المعروف أن الأمراض المزمنة تظهر لدى الإنسان عند التقدم بالعمر، وعلى رأس تلك الأمراض ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع الضغط، وهذان المرضان المزمنان على وجه الخصوص يؤثران على حمل المرأة.