تصاحب الدورة الشهرية تغييرات فسيولوجية، ويرجع ذلك إلى التغير الهرموني المصاحب للدورة كل شهر، ومن الأمور التي تؤرق الكثيرات إصابتهن بأدوار البرد في موعد الدورة الشهرية أو قبلها مباشرة، فهل الأمر مرتبط فعلًا بموعد الدورة الشهرية وتغير هرمونات الجسم، أم إن الأمر من قبيل الصدفة؟
هل للإصابة بأدوار البرد قبل الدورة الشهرية أو في أثنائها تفسير علمي؟
في الواقع، يوجد اختلاف في الآراء حول هذا الأمر، فبعض المختصين يرجعون هذه الظاهرة إلى تغير الهرمونات في جسم المرأة خلال تلك الفترة، ما يؤثر على مناعتها؛ حيث تشير بعض الأبحاث إلى حدوث ضعف في المناعة، نظرًا لحدوث تغير في الهرمونات، وخاصة الهرمون المسؤول عن مناعة الجسم ويُسمى هرمون الكورتيزول، وتؤكد المكتبة الوطنية الأمريكية للطب أن الجسم يمر بتغييرات في خلية الجسم ونظام المناعة، ما يجعلكِ عرضة للإصابة بأدوار البرد، ومن ضمن أعراض ضعف مناعة الجسم الإصابة بالزكام أو الحساسية.
تفسير آخر للشعور بالبرد في أثناء الدورة الشهرية أو قبلها مباشرة، يتعلق بهرمون البروجستيرون ومركب البروستاجلاندين؛ حيث من المعروف إن كلًا من البروستاجلاندين والبروجستيرون يلعبان دورًا مهمًا في عملية الإباضة والدورة الشهرية، وتُرجع بعض الدراسات سبب الشعور بالبرد إلى هذه الهرمونات، فقبل حدوث الدورة الشهرية ينخفض مستوى هرمون البروجستيرون، ما يؤدي إلى شعوركِ بالبرد، ومن المعروف إنه بعد الإباضة يرتفع معدل هرمون البروجستيرون مرة أخرى، ويمكن تفسير ذلك أنه من ضمن فحوص ما إذا كنتِ في مرحلة الإباضة أم لا قياس درجة حرارة الجسم، وعادة ما ترتفع درجة حرارة الجسم بمعدل نصف درجة تقريبًا، وإذا لم يحدث الحمل فإن هذا الهرمون ينخفض، ما يؤدي إلى الإحساس بالبرودة.. أما مركب البروستاجلاندين فيفرزه الرحم، ويؤثر على الأمعاء، ويحدث ما يشبه أعراض البرد مثل القيء والغثيان، وغير ذلك من الأعراض.
هناك بعض الدراسات لا تتفق مع هذه التفسيرات تمامًا، بل تشير إلى عدم وجود رابط بين موعد الدورة الشهرية والإصابة بالبرد، ومن ضمن هذه الآراء ما قاله الدكتور "ستيفن جولدشتاين" أستاذ طب النساء والتوليد بكلية الطب جامعة نيويورك، الذي يؤكد أن الأمر يختلط على النساء فقط لا غير، أو إنه من قبيل الصدفة.
على أي حال يا عزيزتي، يُنصح دائمًا بالاهتمام بنفسكِ جيدًا في هذه الفترة من جميع الجوانب، خاصة الاهتمام بتغذيتكِ، ومحاولة تجنب الإصابة بأدوار البرد.
إليكِ بعض النصائح للتعامل مع هذه التغييرات:
احرصي على شرب السوائل الدافئة.
تناولي غذاءً صحيًا ومتوازنًا، واحرصي على تناول أطعمة تحتوي على الألياف، مثل الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه الطازجة.
قسمي الوجبات إلى وجبات خفيفة على فترات متقاربة؛ لتنظيم حركة الأمعاء، حتى لا تصابين بالإمساك.