كشفت إحصائية عن تمتع السكان في إمارة موناكو واليابان وسنغافورة بأعلى معدل متوسطات أعمار في العالم ، مشيرة إلى أن المواطنين في تلك البلاد يعيشون حياة صحية .
ولعل مصطلح " superfoods"، الذي يطلق على بعض الأطعمة العالية جدًا في القيمة الغذائية، قد يوهم الناس ويرفع توقعاتهم على نطاق محدود من الأطعمة، ولكن في الواقع إن اتباع نظام غذائي متوازن وأسلوب حياة صحي يتطلبان جهدًا كبيرًا وليس مجرد تناول خمس وجبات يوميًا.
توجد بعض الأطعمة قد تكون مغذية أكثر من غيرها، كما أظهرت أبحاث عدة أن بعضها لها تأثير وقائي ضد مجموعة من الأمراض.
ونستعرض بعض الأطعمة التي قد تضيفها إلى نظامك الغذائي لتعيش حياة صحية.
يعد فول الصويا من الأطباق الأسيوية التي تتوارثها الأجيال، وغالبا ما تقدم مع الحساء أو الوجبات التي تعتمد على الأرز، ويعد فول الصويا غنيًا بالايسوفلافون، وهو نوع من الإستروجين النباتي، وله خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة ، ومضاد للسرطان والميكروبات.
و يساعد في تنظيم الاستجابة الالتهابية للجسم، وإبطاء الشيخوخة الخلوية، ومحاربة الميكروبات. وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن " تناول فول الصويا مدى الحياة قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي".
ويعد التوفو هو منتج شبيه بالجبن أبيض مصنوع من خثارات فول الصويا، يتمتع بمصدر جيد للبروتين، ويحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي تحتاجها أجسادنا، بالإضافة إلى أنه غني بالمعادن المختلفة، كالحديد والكالسيوم، والمنجنيز والسيلينيوم والفوسفور والمغنيسيوم والزنك والنحاس.
ويوصى باستخدام الجزر بشكل مشهور؛ بسبب احتوائه على البيتا كاروتين والكاروتينويد، ووفقا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، "تساهم هذه العناصر في وظيفة الجهاز المناعي، والرؤية، والتكاثر" بالإضافة إلى أن هذه الأصباغ هي أحدى مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا في أجسامنا من الأضرار الناجمة عن الشيخوخة.
يذكر أن الجزر الخام قد يكون الأفضل للصحة؛ لأنه يحتفظ بعناصره الغذائية، ويشير أحد الباحثين من جامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة إلى أنه إذا كنا نرغب في طهي الجزر، فعلينا أن نغليها دون تقطيع؛ حتى تحتفظ بالعناصر الغذائية، ونقطعها بعد الطهي.
وتشمل هذه المجموعة الأطعمة الخضراء مثل الملفوف، والقرنبيط، والبروكلي، والفجل والكرنب المجعد. هذه الخضروات غنية بالعديد من الفيتامينات منها (C، E، K، and folate) أيضا المعادن مثل البوتاسيوم والكالسيوم والسيلينيوم، بالإضافة إلى الكاروتينات مثل اللوتين والبيتا كاروتين.
وتحتوي الخضروات الصليبية على الجلوكوسينولات، التي لديها خصائص مضادة للميكروبات، ووجدت دراسة حديثة أن الخضر الورقية قد تعزز من صحة الدماغ، ولها تأثير وقائي على صحة القلب.
وتعد هذه الخضروات مصدرًا عظيمًا للألياف القابلة للذوبان، التي تلعب دورا مهما في تنظيم مستويات السكر في الدم، وتقلص امتصاص الدهون، وبالتالي تساعد على منع زيادة الوزن.
تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن استهلاك اللحوم وبعض أنواع لحوم الدواجن على المدى الطويل قد يكون ضارا لأجسادنا، وهناك بديل جيد للبروتين في هذه الحالة، وهو السمك.
سمك السالمون على وجه الخصوص غني بالبروتينات، بالإضافة إلى أحماض أوميغا 3 ، التي تحمي من متلازمة جفاف العين، وتحافظ على صحة الدماغ، وتقي من التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة.
ويعتبر هذا النوع من الأسماك غني بالسيلينيوم المعدني ، الذي يساهم في صحة الغدة الدرقية، التي تساعد على تنظيم النشاط الهرموني، وتشارك في عمليات الأيض
نأتي أخيرًا إلى الحمضيات، فهي الأبطال المجهولة لنظامنا الغذائي الصحي، وتشمل هذه المجموعة الفواكه المتوفرة في جميع أنحاء العالم، مثل البرتقال، والليمون، والليمون الأخضر، والجريب فروت، والكليمنتينا، والمندرين. لفترة طويلة أوصى خبراء التغذية والجدات على حد سواء بالفاكهة الحمضية؛ بسبب محتواها العالي من فيتامين، سي الذي يحتوي على خصائص مضادة للأكسدة.
وتحتوي هذه الثمار على عناصر غنية، بما في ذلك السكريات، والألياف الغذائية، والبوتاسيوم، وحمض الفوليك، والكالسيوم، والفوسوفور، والثيامين، والمغنيسيوم، وغيرها. وقد أظهرت الأبحاث أن الفلافونيدات التي تكون غنية فيها الحمضيات بشكل خاص يمكنها من "منع أو تأخير الأمراض المزمنة التي تسببها السمنة"، بالإضافة إلى إمكانياتها المضادة للسرطان.
وتحظى جميع الأطعمة المذكورة بالتقدير لما تتمتع به من فوائد صحية كبيرة، إلا أنه ينبغي لنا ألّا ننسى أنه لا يمكن تحقيق الرفاهية وطول العمر من دون اتباع نظام غذائي متوازن وشامل وأسلوب حياة صحي