هل يتصور أحد أن تناول العنب يبطئ المسلسل المؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الجسم للأنسولين، اللذين يسببان بدورهما أمراض القلب والنوع الثاني من داء البول السكري، الذي يُحَذَّر مرضاه من استهلاك العنب فللعنب تأثير كبير فى خفض عوامل ومخاطر تتصل بأمراض القلب والشرايين ومتلازمة الأيض، ويرجع هذا التأثير إلى الكيماويات النباتية، الموجودة بالعنب وهى مضادات أكسدة طبيعية موجودة في العنب.
وتشمل متلازمة الأيض أعراضًا متعددة كزيادة شحوم ومحيط البطن وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم وارتفاع ضغط الدم وانخفاض تحمل الغلوكوز وارتفاع مؤشر الالتهاب بالجسم، ووجودها نذير بأمراض القلب والنوع الثاني من السكري.
وقد أجريت دراسة على حيوانات المختبر، وعرضت حصيلتها في مؤتمر البيولوجية التجريبية المنعقد مؤخرًا بمدينة أنَهايم بولاية كاليفورنيا، وقد أظهرت نتائج مشجعة تدل على أن الحمية الغنية بالعنب تساعد على منع مخاطر الإصابة بمتلازمة الأيض، وقد درس الباحثون تأثير أنواع من العنب العادي الأخضر والأحمر والأسود المخلوطة في صورة مسحوق، وأضافوها إلى حمية فئران المختبر العالية الدهون والمحاكية لنمط الغذاء الأمريكي، وكانت جميع الفئران المستخدمة من سلالة معرضة وراثيا لزيادة الوزن، ثم أجريت مقارنات بين فئران تلقت حمية غنية بالعنب وأخرى للضبط تلقت حمية بدون مسحوق العنب، وأضافوا سعرات وسكريات لفئران الضبط لمعادلة مثيلاتها الموجودة بمسحوق العنب. وبعد ثلاثة أشهر، كان لدى الفئران ذوى الحمية الغنية بالعنب ضغط دم أقل ولها وظائف قلب أفضل ومؤشرات أقل على التهاب القلب والدم، مقارنة بفئران الحمية الخالية من العنب، وأظهرت الدراسة أن أتباع حمية غنية بالعنب قد يكون له تأثير واسع في احتمال الإصابة بأمراض القلب ومتلازمة الأيض والمخاطر المتصلة بها. وفسر فريق البحث هذه النتيجة بأن الكيماويات النباتية كانت ناشطة فى حماية خلايا القلب من تأثيرات متلازمة الأيض الضارة، حيث تمت السيطرة على التهاب القلب والحفاظ على وظيفته لدى فئران حمية العنب بشكل أفضل كثيرًا. وينصح الباحثون الناس الراغبين في خفض ضغط الدم ومخاطر الإصابة بالسكري أو مساعدة القلب الواهن على الاحتفاظ بأكبر قدرة ضخ ممكنة، بأتباع النصائح المجربة والمصدقة من حيث تناول الغذاء الصحي منخفض المحتوى من الدهون المشبعة والكولسترول، وتحقيق الوزن المنشود وزيادة النشاط البدني.