أكد استشاري الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس، الدكتور مجدي بدران، أن هناك أغذية ضد النسيان يجب تناولها خلال فترة الامتحانات.
وكشف الدكتور مجدي، في حوار خاص لـ"لايف ستايل" أن الامتحانات، تحتاج إلي عقول متقدة ومن المعروف أن العقل السليم في الجسم السليم، وبالطبع تؤثر تغذيه الطلاب خاصة في فترة الامتحانات على صحتهم الجسدية والنفسية، وتبين أن الحرمان من الغذاء بسبب فقدان الشهية الشائع مع قلق الامتحانات يؤثر سلبيًا على الحفظ والتذكر.
ويتأثر المخ بالعناصر الغذائية عن طريق إنتاج ما يسمى بالموصلات العصبية، وهي مواد كيمائية تنقل الاشارات والتعليمات بين الخلايا العصبية، وهي حوالي 300 نوع تؤثر في الذكاء والتفكير والإبداع والمزاج والقدرة على الاستيعاب والاحتفاظ بالمعلومات وتذكر واسترجاع المعلومات المختزنة في المخ، وكل ذلك يساعد الإنسان على التعلم.
وتبين أن عند نقص أو عدم توازن هذه الموصلات العصبية، يعاني الإنسان من الاكتئاب أو قلة التركيز أو ضعف الذاكرة، لإنتاج الموصلات العصبية يحتاج المخ إلى التغذية الجيدة التي توفر له الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية غير المشبعة والسكر بمستوى معتدل في الدم.
وخمس وجبات غذائيه متوازنة كماً ونوعاً خفيفة سهلة الهضم لأن التوتر العصبي مع الامتحانات يقلل من العصارات الهاضمة، مؤكدًا أن "هناك علاقة قوية بين انخفاض مستوى الهيموجلوبين وإنخفاض القدرة على التفكير و مستوى الذكاء، ويلعب الهيموجلوبين دورًا حيويًا في نقل الأوكسجين إلى أنسجة الجسم، ويعتبر الحديد أحد مكونات الهيموجلوبين والحديد، ويمكن الإنسان البالغ من إنتاج 115 مليون من خلايا الدم الحمراء كل دقيقه، ويجب البعد أيضاً عما يقلل من امتصاص الحديد مثل المضادات الحيوية والشاي أو القهوة أو المياه الغازية الداكنة أو الكاكاو بعد الأكل مباشرة والشيكولاتة.
وتعد الأسماك غذاءا للعقول وضمانًا للتفوق، وكلما ازداد تناول الأسماك ارتفعت معدلات الذكاء ومستويات التقدم، ويجب شرب الماء والسوائل الطبيعية بوفرة خاصة في لجان الامتحانات، ويعد فقدان السوائل سببًا شائعًا للشعور بالتعب نتيجة بطء الدورة الدموية خاصة في المخ وبالتالي أوكسيجين أقل مع تراكم أحماض تسبب التعب.
والمخ يحتاج الماء دوماً، ونقص الماء في الجسم يقلل الذكاء، ويقلل من إنتاج الطاقة في المخ، ويضعف من نشاط خلايا الدماغ، ويؤثر على مستوى الذكاء، ويسبب الشعور بالإجهاد والكآبة.
ويحتاج المخ إلى التغذية الجيدة التي توفر له الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية غير المشبعة والسكر بمستوى معتدل في الدم، والأحماض الأمينية هي الوحدات البنائيه للبروتين، والتريبتوفان يقوي الذاكرة ويتوفر في الموز والتمر والجبن القريش و الفول السوداني.
وحمض الليسين يؤدي نقصه إلى القلق والعصبية الزائدة ويتوفر في الفول الأخضر والسبانخ ، وحمض الفينيل ألانين هامًا جدًا لإنتاج هرمونات السعادة والموصلات العصبية، ونقصه يؤدي إلى الخمول ومصادره في منتجات الألبان والخبز الأسمر.
والفيتامينات فيتامين ب1 يسمى فيتامين الأعصاب ويلعب دورًا هامًا في التحكم في الذكاء والقدرة على التعلم، ويوجد في الحبوب والمكسرات والخميرة، لذلك يوصى الطلبة دائما خلال الامتحانات بتناول البليلة وفيتامين ب 2 و يشكل أهمية خاصة لوظائف الأعصاب و ونقصه شائع ويؤدي إلى تأخر النمو العقلي وضعف الذاكرة، ويوجد في الخميرة والأسماك والخضروات الخضراء والفواكة والقمح .
وفيتامين ب 3 فهو يساعد على تنشيط الذاكرة و القمح مصدرًا جيدًا له ويوجد كذلك في الحبوب واللحوم، وفيتامين ب 12 وهو هام للمخ والأعصاب ويوجد في اللحوم والجبن والبيض والقمح، وفيتامين هـ المضاد للأكسدة يحمي خلايا المخ من التدمير ويوجد في الكبدة والمكسرات والبيض، وفيتامين سي المضاده للأكسدة ويتوفر في الجوافة والليمون والفلفل والكيوي والبرتقال، والكولين ضروري للحفاظ على الذاكرة ويتوفر في صفار البيض والكبدة.
والمعادن، مثل الحديد لعلاج الأنيميا يرفع معدل الذكاء، ونقص الحديد يؤدي إلى عدم القدرة على التركيز، والأغذية الغنية بالحديد تخلصك من التعب، ومن المصادر الرخيصة للحديد البقول والخضراوات الخضراء الورقية الطازجة، والزنك، حيث يساعد معدن الزنك المخ على التخلص أولا بأول من السموم، ونقصه يؤدي إلى ضعف الذاكرة وهو يوجد في الأسماك واللحوم الحمراء والطيور المنزلية والحبوب والمكسرات.
كما أن السيلينيوم منشط للموصلات العصبية ويدخل في تركيب مادة هامة مضادة للأكسدة ويوجد في الحبوب والثوم واللحوم والأسماك، ويشكل معدن الكالسيوم أهميه هامة لكفاءة الأعصاب والعضلات، وأهم مصادره منتجات الألبان، والبوتاسيوم يعتبر مهدئًا هامًا للأعصاب ويتوفر في اللحوم واللبن والبيض والفواكه، والفوسفور منشط للقوى الفكرية والجسمية و مصادره الغذائية هي البيض والكبد والسمك.
واليود، فنقص اليود يخفض القدرات الذهنية، ويؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، التخلف العقلي، وبطء النمو المعرفي والحركي، و انخفاض التحصيل الدراسي والإحساس الدائم بالتعب والبرد وكثرة النوم وفقدان الذاكرة، والعصبية.
ويحتاج المخ إلى مستوى معتدل من الجلوكوز لإنتاج الطاقة اللازمة للقيام بوظائفه و يفضل استهلاك السكريات بطيئة الهضم لرفع مستوى السكر في الدم بالتدريج مثل عسل النحل و الفاكهة، ويستهلك حوالي 30% من السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد يوميًا.
الدهون، وبعض الدهون مفيدة للجسم خاصة المخ فهي تساعد على تكوين الموصلات العصبية والهرمونات ورفع المناعة وبناء خلايا المخ، خاصة في الأطفال مثل دهون أوميجا 3 وتوجد في الأطعمة البحرية والمكسرات.
والوجبات السريعة الغربية تزيد الرغبة في الاسترخاء والنوم إضافة إلي أنها لا تقدم التغذية الكافية للمخ، وتبين حديثا أن الوجبات السريعة تؤثر على الذكاء والاستيعاب وتجعل الذاكرة أكثر بطئاً و تعوق إرسال الإشارات العصبية، و تحل الدهون الضارة مكان الدهون الصحية في الدماغ فتقلل المهارات الذهنية.
والبروكلي وجبة خفيفة للطلبة، وهامة للذاكرة ورافع للمناعة، ويحتوي على 90 % ماء، وقليل الدهون والصوديوم والكوليستيرول، وبه 18 حمضًا أمينيًا هامة لبناء أنسجة الجسم وتعويض ما يتلف منها مثل الماغنيسيوم الذى يرفع كفاءة الجهاز العصبي ويساعد في توسيع الشعب الهوائية، والبوتاسيوم المهدئ للأعصاب والذي يساعد في بناء البروتينات والنشويات، والمنجنيز الهام لإنتاج الطاقة، والحديد الهام لتزويد الخلايا بالأوكسيجين والوقاية من فقر الدم، والسيلينيوم هام للذاكرة ويرفع المناعة ويقى من أزمات الربو، والكالسيوم الهام للعظام والأسنان والعضلات والأعصاب ولتحمل المجهود.
ويحتوى البروكلي على فيتامين أ الهام للبصر والمناعة المخاطية، وفيتامين ب الهام للأعصاب والإتزان وإنتاج الطاقة والهضم والنمو، وفيتامين ج غني بفيتامين سي 90 مجم في كل مائة جرام الرافع للمناعة ومانع السرطان وألياف تزيد من تركيز مضادات الأكسدة، الذين يداومون يومياً على تناول البروكلي خاصة المبرعم تزداد نسب مضادات الأكسدة في أجسامهم خاصة خلايا الممرات الهوائية ومجرى الأنف مما يعد دواءاً طبيعياً يقى من الحساسية التنفسية.
والبروكلي يرفع المناعة ويفيد مرضى حساسية الصدر لغناه بمادة السلفورافين التي تزيد من تركيز مضادات الأكسدة في الشعب الهوائية مما يقلل من تأثير مسببات الحساسية والملوثات الضارة التي يستنشقها الفرد، وتسبب هذه الملوثات زيادة كمية الشوارد الحرة داخل الممرات الهوائية مما يسبب إلتهابات تحسسية وتدمير الأنسجة مما يمهد للربو الشعبي، وتقاوم مادة السلفورافين الخلايا السرطانية لزياده معدلات الذكاء.
ويجب عدم اهمال وجبة الإفطار وتناول اللبن ومنتجاته وتحتوي علي عناصر ضرورية للجسم تجعله يفرز موادًا كيميائية تساعد المخ علي التركيز، لاحتوائه علي الكالسيوم والفوسفور وفيتامين ب المركب، وفيتامين بـ12 الموجود بوفرة في اللبن الذى يساعد في التغلب علي الإحساس بالتعب.
والبيض غني بالبروتين، والحديد ويرفع معدلات الذكاء وعصير الطماطم المحلى بعسل النحل يرفع المناعة أيام الامتحانات وتناول الفول السوداني يوميًا لامدادهم بمصدر هام ورخيص للبروتينات والدهون المفيدة للقلب والمخ والأملاح المعدنية المفيدة للاستذكار.
والإكثار من تناول الأسماك فهي مصدرًا ممتازًا من مصادر البروتين الطري السهل الهضم، والأسماك من أفضل مصادر الأوميجا 3 الهامة للذاكرة، فهي غنيه بمعدن الفسفور الذي ينشط الذاكرة ويقوي الجسد، وتناول البقوليات يوميًا لضمان السعادة والوقاية من الأنيميا، وعدم نسيان الفاكهة والخضراوات الغير مطبوخة يوميًا، ولا داعي لليأس مع ضرورة ممارسة الرياضة لدقائق قليلة بين المادة والأخرى لأنها تنشط العضلات وتجعل المخ أكثر استيعابًا.
ويراعى عدم تغيير ساعات النوم والحفاظ عليها والنوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا للحفاظ علي الساعة البيولوجية للجسم التي تتحكم في نشاطه وإفراز هرموناته مما يجعل الطالب أكثر يقظة ونشاطًا، والكافيين يقلل من كفاءة المخ لذا يجب الابتعاد عن الشاي أوالقهوة ومشروبات الكولا.