أعلن هشام الشريف الدكتور المختص في الجنسانية البشرية وعضو الجمعية الدولية للصحة الجنسية ومعتمد لدى المعهد الأميركي لعلماء الجنس البشري، أن مصطلح "الجنسانية البشرية" يقصد به البعد الأساسي في شخصية الإنسان، ويتضمن الجنس والنوع والهوية الجنسية وهوية النوع، والتوجه الجنسي والشهوة الجنسية، والارتباط العاطفي، والحب والإنجاب، ويتم تجربتها أو التعبير عنها في الأفكار والتخيلات والرغبات والمعتقدات، والسمات والقيم والأنشطة والممارسات والأدوار والعلاقات.
وأوضح الشريف في تصريحات خاصة إلى "لايف ستايل"، أن الجنسانية البشرية هي نتاج تفاعل العوامل البيولوجية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية، والدينية والروحية للفرد منّا. وبينما يمكن أن تضم الجنسانية البشرية جميع هذه الجوانب، فإنه ليس من الواجب اختبار جميع هذه الأبعاد أو التعبير عنها، وباختصار، على الرغم من كل ذلك فإن جنسانية كل فرد منّا، تتم تجربتها والتعبير عنها بمن نحن وبماذا نشعر ونفكر ونفعل.
وأكد الدكتور الشريف أن الصحة الجنسية هي حالة من السعادة الجسدية والعقلية والاجتماعية ذات العلاقة بالجنسانية البشرية. وهي تتطلب منهجًا خاصًا بالجنسانية البشرية، والعلاقات الجنسية وتتسم بالإيجابية والاحترام، إضافة إلى إمكانية الحصول على المتعة وتجارب الجنس الآمنة الخالية من الإكراه والتمييز والعنف. وأما بالنسبة إلى الضعف الجنسي ففسره محدثنا على أنه اضطراب جنسي، يشير إلى مشكلة تظهر خلال أي مرحلة من مراحل دورة الاستجابة الجنسية، تمنع أي فرد من الزوجين أو كلا الزوجين من الشعور بالرضا بعد النشاط الجنسي. وتتضمن دورة الاستجابة الجنسية أربعة مراحل "الإثارة، والثبات "الاستقرار"، وهزة الجماع، والاسترخاء "التراجع".
والاضطرابات الجنسية هي مشاكل شائعة، يمكن أن تضرب 43% من النساء، و38% من الرجال وهو موضوع يتردد الكثير من الأشخاص في الحديث بشأنه، ولحسن الحظ، فإن معظم حالات الاختلالات الجنسي قابلة للعلاج، لذا فإنه من المهم مشاركة مخاوفك مع زوجك/ زوجتك ومع المختصين في العلوم و الصحّة الجنسية. وقال دكتور هشام الشريف، إنه قد يكون الاضطراب الجنسي ناتجًا عن مشكلة عضوية أو جنسونفسية، جنسوسلوكي / إدراكية. ولكن بات من الكاشف أن غالبية الاضطرابات والاختلالات الجنسية ليست بأمراض عضوية، اذ أنّ 80 في المائة منها هي عبارة عن مشاكل سلوكية وإدراكية يتدخل فيها غالبًا الجانب الاجتماعي والثقافي والمالي.
أما عن الأسباب العضوية، فقال إن الكثير من الحالات العضوية يمكن أن تسبب مشاكل في الوظيفة الجنسية، وتتضمن هذه الحالات السكري، والأمراض القلبية والوعائية "الأوعية الدموية"، والأمراض العصبية، والاختلالات الهرمونية، والأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي أو الكبدي، وإدمان الكحول وسوء استخدام الأدوية. إضافة إلى أن الآثار الجانبية لبعض الأدوية، وتضم بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، يمكن أن تؤثر على الرغبة والوظيفة الجنسية. والأسباب جنسونفسية، جنسوسلوكي / إدراكية، تشمل القلق والتوتر المتعلق بالعمل، والمخاوف المتعلقة بالأداء الجنسي، والمشاكل المتعلقة بالزواج أو العلاقة، والقلق، والشعور بالذنب، وتأثيرات صدمة جنسية سابقة.
وبيّن أنه يتأثر كل من الرجال والنساء بالمشاكل الجنسية، ويمكن أن تحدث عند البالغين من جميع الأعمار، ومن بين الذين يمكن أن تحدث لديهم هذه المشاكل كبار السن؛ حيث تكون ذات صلة بأعتلال الصحة مع التقدم في العمر.