الدكتور قيس الخفاجي

كشفت دراسة طبية أعدها فريق طبي مختص بالعقم، في بغداد أنَّ "80 % من حالات الإسقاط المتكرر للحمل سببها الرجال", وذكر الدكتور قيس الخفاجي اختصاص مناعة ومدير شعبة المختبرات في مستشفى كمال السامرائي أن دراسة أعدها فريق طبي من المتخصصين في مجال العقم في مستشفى كمال السامرائي توصل إلى نتائج تشير الى ان حالات الإسقاط وحالات من العقم يكون السبب الرجال.

وأوضح في مقابلة مع "العرب اليوم" أنه في حالات الحمل الأولي عند النساء، أو قبل الزواج يجب على إجراء الرجال تحاليل مختبرية إلى السائل المنوي لدى مختبرات معتمدة، موضحًا أن الدراسة التي أجريت في المستشفى على العديد من المرضى توضح ضعف السائل المنوي مما يتسبب في إضعاف البويضة، وبالتالي تحصل عملية الإسقاط أثناء الحمل, وأشار إلى أهمية التوعية والتثقيف حول إجراء الفحوصات المختبرية، لاسيما فحص السائل المنوي للرجال قبل الزواج من اجل معرفة قوة وضعف السائل المنوي".

ولفت إلى أن نسبة  3 – 5 %  تشكل من أسباب الإسقاط المتكرر , وهي عبارة عن خلل في الكروموسومات لدى أحد الزوجين أو كليهما وتتسبب في 70 % من إسقاطات الثلث الأول و 30 % من إسقاطات الثلث الثاني من الحمل و 3 % من وفيات الأجنة داخل الرحم , لافتًا الى اجراء تحاليل للزوجين وللجنين المجهض في محاولة لإيجاد الخلل الكروموسومي إلا أن التحاليل التي تجرى في المختبرات العامة لا تحدد جميع أنواع التشوهات بالكروموسومات .

ويرى أن هرمونية للإسقاط ( الاجهاض ) تشكل 10 – 15 % من أسباب الإسقاط المتكرر وتتمثل في نقص في إفراز هرمون البروجسترون ( Luteal phase insufficiency ) وفي هذه الحالات فقط يمكن اللجوء لعلاجات التثبيت المتعارف عليها كالحبوب والتحاميل وابر Progesterone أو ابر HCG،أضافة الى الحالات المصابة بمرض السكري والخارجة عن السيطرة وغير المسيطر عليها عن طريق الدواء سواء العلاج الدوائي عن طريق الفم أو ابر الأنسولين , فعدم السيطرة على مرض السكري يرفع من احتماليات الإجهاض والتشوهات الخلقية للأجنة فعلى الطبيب المعالج إجراء الفحوصات الدورية منذ بداية الحمل للسيطرة على هذا الاضطراب ومرض تكيس المبايض والذي يصاحبه ارتفاع في هرمون LH والذي أثبتت الدراسات دوره في مشاكل العقم والإسقاطات المتكررة , وفي هذه الحالات ينصح بإعطاء علاج Metformin قبل حدوث الحمل وخلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.

ونوه إلى أن أسباب الاسقاط تعود إلى اضطرابات التبويض والتي ينتج عنها بويضات مشوهة أو غير ناضجة أو نضوجها لا يتماشى مع بطانة الرحم , وهذه الحالات تشخص بمراقبة التبويض وتعالج بعلاج الخلل المسبب, وأما عن اضطرابات الغدة الدرقية أوضح أنه كان الاعتقاد السائد تأثير اضطراباتها على الإسقاطات إلا أن ذلك لم يثبت علميا غير أن اضطرابات الغدد الأخرى تؤثر.

وينصح الخفاجي بإجراء الفحوصات التالية في حالات الإسقاط ( الاجهاض ) المتكرر وهي :فحص كروموسومات للزوجين وفحص كروموسومات الأجنة بعد الإسقاط ( الاجهاض ) ،وفحص الرحم بجهاز الموجات الفوق صوتية ( المهبلي ) ،اضافة الى فحص المبايض بنفس الجهاز سابق الذكر، وإجراء فحص للرحم عن طريق التنظير الرحمي، وفحص للدم Antiphospholipid Antibodies

Anticardiolipin antibodies -Lupus Anticoagulant ويجب اعادة الفحص بعد ستة أسابيع وفي بعض الحالات يلزم فحص Fluorecent Antinuclear antibodies ANA.

وشدَّد على أن دراسة الحالة من جميع الجهات هي دور الأخصائي وهو الوحيد القادر على توجيه الزوجين للاتجاه السليم , من دون تدخل تخبطات وخزعبلات العامة وهو أمر ليس بالسهولة التي يظنها البعض ، متمنيا الى جميع الأمهات بحمل صحي وولادة يسرة .