كشف الدكتور مجدي بدران، استشاري الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس، أهمية فيتامين ب 1 لصحة الإنسان.
وأضاف الدكتور مجدي بدران، خلال حوار خاص له إلى "لايف ستايل": "الثيامين هو فيتامين ب 1، وهو أحد أنواع فيتامين ب، وهو أول ما اكتشف منها، ويعدّ ضروريا للإنسان لتوفير الطاقة وضمان الصحة الجيدة، ويساعد في الحفاظ على وظائف كل خلية، وكل عضو، وكل جهاز في الجسم، وضروري لسلام وصيانة الجهاز العصبي المركزي، واتزان الأعصاب، وله دور مهم في نمو الأطفال والقدرة على التعلم وتذكر المعلومات، ومع إنه يلعب أدوارا مهمة لصحة البشر يتم تجاهل فيتامين ب 1، لغياب الثقافة الصحية الحديثة".
وبينت الدراسات الحديثة أن نقص هذا الفيتامين موجود في 33% من مرضى فشل القلب الاحتقاني المحتجزين في المستشفيات، و29% من المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة قبل عمليات جراحة علاج البدانة، و27% من الأمهات و15% من الأطفال في بعض مناطق شرق أسيا، ويؤثر نقص فيتامين ب 1، في تطوير اللغة وتنمية اللغة عند الرضع، ونقص في هذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى صعوبة التركيز والإجهاد العقلي، وحتى الاكتئاب، ومهم لإنتاج الطاقة لكل خلية في الجسم، وصديق القلب والمخ والأعصاب.
وأكد مجدي بدران أن فيتامين ب 1 مضاد للشيخوخة وللأكسدة وللنسيان وللتوتر ويرفع الروح المعنوية، وصديق الطلبة ويخفف من التوتر ويقي من النسيان ومهم لتوفير الطاقة ويرفع المناعة، ويتواجد في جسد الإنسان في صورة الثيامين الحر، وأشكال فسفورية مختلفة ثيامين أحادي الفوسفات، ثيامين ثلاثي الفوسفات، ثيامين بيروفوسفات، والذي يعرف أيضا باسم ثيامين ديفوسفيت، وهو الشكل الأنشط حيويا في الجسم، حيث يشكل 90% من كمية فيتامين ب 1 داخل الخلايا، سواء في السيتوبلازم أو الميتوكوندريا، وتبلغ كميته في الجسم كله 30 مغم وبخاصة في العضلات الهيكلية، القلب، المخ، الكبد، الكليتين، هذا الرصيد يكفي من أسبوعين إلى 3 أسابيع فقط، وفيتامين ب 1 مهم للتمثيل الغذائي كعامل مساعد للعديد من الإنزيمات المهمة للتمثيل الغذائي ويساعد على حرق الكربوهيدرات، وأكسدة الجلوكوز، والدهون والبروتين، والمساهمة في إنتاج ثلاثي الفوسفات الأدينوزين الذي يعمل كمصدر للطاقة في جميع خلايا الجسم، بما فيها المخ، والاستفادة من الأحماض الأمينية، وفيتامين ب 1 يعزز المناعة، وخلايا المناعة تحتاج إلى فيتامين ب 1 لتعمل بكفاءة، ويساعد فيتامين ب 1 في الحفاظ على كفاءة القناة الهضمية وامتصاص العناصر الغذائية مما يوفر الخامات الضرورية لتكوين ترساة الجهاز المناعي، وإفراز حمض الهيدروكلوريك، وهو ضروري لعملية الهضم الكاملة لجزيئات الطعام وامتصاص العناصر الغذائية، ويعمل فيتامين ب 1 كمضاد للأكسدة، ويحمي الجسم من الشيخوخة، ومضاعفات التدخين، ويحسن من تحمل الجلوكوز ويؤخّر انسداد الشرايين، وبخاصة في مرضى السكر.
ويلعب فيتامين ب 1 دورا رئيسيا في الحفاظ على وظائف المخ فهو منشط للذهن ويحسن اليقظة، ويعزّز المزاج بشكل عام، ومضاد للقلق والاكتئاب، ويساعد في توفير الجلوكوز للمخ، ومهم لصحة الجهاز العصبي لدوره في تركيب الأستيل كولين، وهو موصل عصبي مهم، يحفز السيطرة على العضلات والسلوك، وضروري للذاكرة والمعرفة، والمخ حساس جدا لنقص فيتامين ب 1، أما عن وظائف فيتامين ب 1 فهي إنتاج الطاقة من الكربوهيدرات وحرق الدهون والبروتينات والأحماض الأمينية، ومهم للمخ والأعصاب والعضلات، ويدخل في تكوين المايلين الغلاف الذي يحمي الأعصاب من التلف ويزيد من كفاءتها على نقل الإشارات العصبية، ومهم لوظائف القلب وتكوين كريات الدم الحمراء، ومهم لصحة العين، ويحمي من كل العوامل المسببة للشيخوخة المبكرة، ومهم للتمثيل الغذائي والهضم وإفراز العصارة المعدية، وضد النسيان، ويحسن الذاكرة والتركيز والانتباه ويعتبر فيتامين ضد النسيان، ويحسن الشهية، وهو موجود في جنين القمح والردة والخبز البلدي يحوي تسعة أمثال الخبز الأبيض من الثيامين، والشوفان، والشعير، والأرز البني، والخميرة، والبقول، والمكسرات، ولحم الطيور، وبذور عباد الشمس، والكرافس، والبيض، والبرتقال، والكانتالوب، وعش الغراب، وتستطيع البكتيريا الصديقة التي تتواجد في أمعاء الإنسان السليم أن تنتج هذا الفيتامين الثمين.
وأسباب نقص فيتامين ب 1 سوء التغذية، ويحدث نقص فيتامين ب 1 بسبب عدم كفاية كمية فيتامين ب 1 المتناول في الغذاء، وبخاصة عند تناول وجبات غنية بالكربوهيدرات، وهذا شائع في الدول النامية وبخاصة في السجون، ومعسكرات اللاجئين، حيث يكون الأرز المكرر في الغالب هو الغذاء الأساسي، حيث إن فيتامين ب 1 مهم في التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، فإن الكمية التي يحتاجها الفرد تعتمد على السعرات الحرارية المتناولة وتركيبة النظام الغذائي.
ويستخدم هذا الفيتامين للحفاظ على موقف عقلي إيجابي، ومنع فقدان الذاكرة، وتعزيز قدرات التعلم، ومكافحة التوتر وزيادة الطاقة، أما سبل الوقاية فتتمثل في تناول وجبات طبيعية متوازنة في الكم والنوع، والحرص عل تناول الأغذية الطازجة الغنية به، والامتناع عن تناول الخمور، وعدم تناول الأدوية إلا بعد مشورة طبية خاصة المضادات الحيوية.