أكد الدكتور محمد درهم استشاري علاج الأورام، رئيس المجلس العلمي للمركز الوطني لعلاج الأورام في اليمن، أن مرضى السرطان في اليمن كانوا يعانون من قبل الحرب في البلاد، ومع الحرب زادت معاناتهم.
وأضاف في لقاء خاص مع "لايف ستايل" أن اليمن يعاني من نقص شديد في الأدوية الضرورية لمكافحة السرطان بالإضافة إلى الأدوية الضرورية لمعالجة آثار السرطان وخاصة علاج الألم"، مشيرًا إلى أن الحرب لم تؤثر على مرضى السرطان فقط، بل كل المرضى بدون استثناء، وأن الخدمات التي يستطيع المركز تقديمها لمريض السرطان حاليا هي خدمة العلاج الكيميائي والإشعاعي وهذا بحده الأدنى، فكثير من أنواع العلاج الكيميائي غير متوفر حاليا.
وأوضح درهم، أن اليوم العالمي لمرضى السرطان يجعل مريض السرطان اليمني يعيش حالة من الحزن ﻻنه تُرك وحيدا يواجه ما ألّم به من مرض في ظل وقوف اغلب الجهات المعنية بمساعدته موقف المتفرج دون حراك حقيقي لمساعدته اﻻ في الحد الأدنى، وأشار إلى أن هناك نقصا حادا وترديا في الخدمات الطبية المقدمة بالرغم من الجهود التي تبذلها من أجل التخفيف من معاناة هوﻻء المرضى.
وتابع أن هناك الكثير من العلاجات الحديثة كالعلاجات الموجهة والتي أصبحت جزء أساسي في بروتوكولات علاج السرطان، بالإضافة للعلاج الكيميائي والإشعاعي وهذا يؤثر على نتائج العلاج، حيث تقل نسبة الشفاء لهذه الأمراض، مبينا أن هناك عدد كبير من المرضى ﻻ يمتلكون حتى إمكانية الوصول للمركز الوطني لعلاج الأورام في العاصمة اليمنية صنعاء إما لصعوبة الطريق أو لعدم وجود إمكانية مالية.
وبالنسبة لإغلاق مطار صنعاء أكد درهم أنه حرم الكثير من المقتدرين على السفر للخارج للحصول على خدمة طبية أفضل، متابعا السفر للخارج للعلاج ليس حلا للكثير من المشاكل الصحية، وأضاف "لو أنه تم صرف أموال العلاج في الخارج في تطوير البنية التحتية وتوفير المعدات الطبية وتأهيل الكادر لاستطعنا تقديم خدمة طبية متميزة بالتأكيد".
وأكد أن 40%من كل حالات السرطان قابلة للوقاية، وأشار إلى أن مكافحة استخدام التبغ بكل أشكاله وهو المسئول عن ما نسبته 30% من كل حالات السرطان سوف يؤدي إلى تراجع الإصابة خاصة بسرطان اللسان وتجويف الفم، وقال إن العمل على استئصال ومكافحة البلهارسيا سوف يقلل من الإصابة بسرطان المثانة والكبد، وأضاف أن مكافحة الإصابة بفيروس الكبدB من خلال برنامج التلقيح ضد هذا الفيروس سوف يحد من الإصابة بسرطان الكبد مستقبلا،و هذه أمثلة ﻻشياء ممكن عملها رغم الظروف الصعبة.
واختتم درهم حديثه أن هناك تزايد في نسبة الإصابة بالسرطان بصفة عامة في الكثير من الدول ومعالجة المشاكل الصحية تتطلب وجود سياسة صحية يتم فيها استغلال كل الإمكانيات المتاحة ويجب رصد موازنة كافية لذلك .