كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشاري طب الأطفال وزميل معهد الطفولة الدكتور مجدي بدران أن الإيدز يعتبر أكبر تهديد لمناعة البشر، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الإيدز, داعيًا إلى ضرورة اتباع أساليب الوقاية من المرض وتفعيل دور المؤسسات المدنية والتربوية بالإضافة إلى الحكومية في التوعية بمخاطر المرض وسبل الوقاية منه.
وأوضح بدران إلى "لايف ستايل" أن الإيدز أصاب منذ بدايته وحتى الآن 78 مليون فرد و36.7 مليون منهم أحياء منهم 2.6 مليون طفل, أما الوفيات بلغت حوالي 40 مليون, ويحدث سنويا على مستوى العالم 2.1 مليون حالة عدوى جديدة , منهم 190 ألف طفل, ويتوفى 1.1 مليون مصاب سنويا, منهم 190 ألف طفل 18,2 مليونا ويتلقى حاليًا 77 في المائة من الحوامل العلاج ثنائي الإيدز والدرن، حيث يعتبر السبب الأول في وفاة مرضى الإيدز حاليًا هو الدرن. فقد تبين أن 1.2 مليون نسمة (11 في المائة) من أصل 10.4 مليون شخص في جميع أنحاء العالم المصابين بالدرن لديهم الإيدز، ويتوفى 390 ألف حالة سنويًا من مرضى الدرن كان لديهم الإيدز .
ولا يزال الإيدز يمثل واحدًا من أكثر تحديات الصحة العامة المهمة في العالم، وبخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، والعلاج الحالي لا يشفي حتى الآن لكنه مفيد جدًا ، ولهذا يعتبر فحص الإيدز مهم لبدء العلاج و يؤخر الوفاة ويمنع الفيروس من التكاثر داخل جسد المصاب, ويقلل من فرص الانتقال من الأم إلى طفلها, حيث ينتقل الإيدز إلى الأطفال بسبب الأم المصابة بالإيدز نتيجة الاعتداء الجنسي أو علاقات جنسية مبكرة أو تناول المخدرات عن طريق الحقن.
وينشأ الإيدز عن طريق الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري وهو فيروس خطير يدمر خلايا الجهاز المناعي ويجعل الانسان فريسه سائغه للميكروبات التي تفتك بالمريض, علاوة على بعض السرطانات, وفتره الحضانة هي الفترة ما بين حدوث العدوى وظهور الأعراض, و تتراوح ما بين 6 أشهر وعدة سنوات, من 10- 15 عامًا.
وتشمل طرق العدوى: العلاقات الجنسية الغير آمنة, نقل دم ملوث بالفيروس، نقل أعضاء ملوثة, استعمال سرنجات الحقن الملوثة خاصه بين المدمنين, إدمان المخدرات أصبح بوابه للإيدز حاليًا حيث يستخدم 59 في المائة من المتعاطين للمخدرات نفس السرنجات للحقن، وينتمي 80 في المائة من مدمني المخدرات إلى العالم النامي، و92 في المائة منهم ليس لديهم أي طرق للوقاية من الإيدز ، و 87 في المائة من مرضى الإيدز في روسيا مدمني مخدرات بالحقن.
وأصيب الكثير من مرضى الإيدز حاليًا في الشرق الأوسط بالإيدز عن طريق الحقن بالمخدرات ولم يكن لديهم أي نشاط جنسي, ولم يجر لهم أي عمليات نقل دم، وينتقل من الأم المصابة إلى الطفل خلال الحمل والولادة, بالإضافة إلى أدوات طب الأسنان الملوثة بدماء شخص مصاب, و ماكينات الحلاقة الملوثة، ولا تنتقل العدوى بالسلام باليد أو بالحشرات ولا تنتقل أيضًا عن طريق الطعام والشراب أو باستعمال التليفون أو دورات المياه أو أحواض السباحة العامة.
ومن أعراض الايدز تضخم العقد الليمفاوية في العنق إعياء مستمر ونقص الوزن بصورة واضحة، وإسهال دون سبب واضح لعدة أسابيع و ضيق التنفس والسعال الجاف وبقع حمراء على الجلد أو الفم، وفقدان الوزن أكثر من 10 في المائة في شهر علامة من علامات مرضى الإيدز.
ويعد الدرن السبب الأول حاليًا في وفيات الإيدز مع أن معدلات الإصابة بالدرن انخفضت عالميًا, فإن المعدلات تزداد سنويًا في المناطق الموبوءة بالإيدز (بسبب نقص المناعة) لتصل إلى 70 في المائة في بعض الدول الأفريقية وتتضاعف مقاومة ميكروبات الدرن للعلاج في مرضى الإيدز، والنساء أكثر عرضة إلى خطر الإصابة بالفيروس, ويرجع ذلك إلىضعف جسد الإناث وزيادة مساحة البطانة الداخلية المخاطية للأجزاء التناسلية مقارنة بالرجال وتعرضهن إلى العنف الجنسي الذي يهتك هذه البطانة, واضطرارهن أو إجبارهن على ممارسة الجنس مع مصابين بالإيدز.
وتعتبر مكافحة الإيدز أحد الأهداف الإنمائية للألفية، لكن التمييز العنصري ضد المرضى يقلل من فرص نجاح الوقاية و يزيد من معدل انتشار المرض, وتشمل مكافحة الايدز الاستمرار في الحد من نسب الإصابة، وتوفير الدعم والتوعية والعلاج للمصابين، ويجب تفاعل المؤسسات الاجتماعية والسياسية و المساجد والكنائس والمدارس والجامعات للوقاية, لأن الإيمان يبني حواجز الوقاية من العدوي.
ويجب أيضًا تشجيع الزواج المبكر ومحاربة العلاقات الجنسية الشاذة ، والعفة والإخلاص في الزواج والتأكيد على أن الخيانة الزوجية بوابة الإيدز، ويجب التأكد من احتمالات الإصابة بفيروسات الإيدز قبل التفكير في الزواج، ويجب الحفاظ على حقوق المرضى المصابين وتثقيفهم صحيًا حتى لا ينقلوا العدوى إلى الآخرين فلا ضرر ولا ضرار .
يذكر أن عدد الأطفال في جميع أنحاء العالم الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما بسبب الإيدز بلغ حوالي 30 مليون نسمة أي ما يعادل عدد الأشخاص الذين يعيشون في نيويورك وباريس وبانكوك مجتمعة، وفي أفريقيا جنوب الصحراء وحدها ، يوجد أكثر من 15 مليون طفل بسبب الإيدز .