بعد أن كان نهر سوتشو كريك في شنغهاي أحد أشهر الأنهار تلوثًا في آسيا، أصبح الآن مرشحًا لأن يضاهي قناة سانت مارتن في باريس جمالًا وزهوًا. فقد تولت شركة ساسكي وشركاه، وهي شركة هندسة معمارية في بوسطن كانت قد ساهمت في تشييد ممر نهر شيكاغو، تنفيذ مشروع إعادة ترميم النهر بطول 7.50 ميلًا.
وكانت المصانع في السابق تسكب نفايتها السائلة في النهر، وهو ما تتسبب في انتشار الروائح الكريهة، وتحول النهر والذي كان مصدر الشرب الأساسي للأهالي إلى أحد مصادر الصرف الصحي، ولهذا السبب انتشرت أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد, ومن جانبه صرح عضو مجلس إدارة ساسكي، مايكل غروف، بأن سوتشو كريك سيتحول إلى منتزه للزائرين وممرًا للمسافرين وراكبي الدراجات من وإلى محطة السكة الحديد، فيما لن تتعدي مساحات نقاط التقاطع في الحدائق والساحات العامة 500 مترًا.
وأضاف غروف: "نريد أن نفكر خارج الصندوق وأن نتعدى فكرة الواجهة البحرية. فعلى سبيل المثال، الشاطئ الذي يقع شمالي فالس كريك في فانكفور يوجد به حافة عامة متاخمة للواجهة البحرية، تشمل مطاعم وأماكن حضرية".
وقد بدأ مشروع ترميم القناة في عام 1996، عندما عمل المجلس بمساعدة من البنك الآسيوي للتنمية على إخلاء الكريك من المراكب والمصانع وشرع في تشييد منشآت معالجة لمياه الصرف الصحي، ويقع النهر على حدود منطقتي جينغان الغنية وغاباي الفقيرة وهو ما يعني أن النهر لم يشهد مشاريع تنمية عديدة. ولا توجد ناطحات سحاب على النهر، لكنه لا يزال مطلًا على مبنى إيمباكمنت الشاهق والمكون من 8 طوابق، والذي تم بناءه على يد إمبراطور العقارات إبان حقبة الثلاثينات، السير فيكتور ساسون.
وسيشعر أنصار الحفاظ على التراث بالسعادة من خطط ساسكي للإبقاء على فنادق النيو التاريخية وجسور كانتي ليفر ومجمعات أرت ديكو السكنية، والتي لا تزال موجودة على ضفاف النهر.