تعدّ مدينة البندقية من أجمل الأماكن لإجراء الرحلات البحرية بالسفن العملاقة التي تبحر بانتظام في قلب المدينة في طريقها إلى محطة الميناء. وأوضح المحلي الذي يدير حانة صغيرة على جيوديكا، قائلًا "كانوا أطفال أغبياء وصادفهم الحظ بعد ما غرقهم، هؤلاء هم الأشخاص الذين يعيشون في البندقية معتمدين على مال أبائهم. لا يحبون السفن لأنها تفسد النظرة الرائعة من منازلهم باهظة الثمن. فإذا سألت المحليين الذين يعتمدون على ركاب الرحلات البحرية لكسب لقمة العيش، يقولون لك شيئًا مختلفًا. إنهم يحبون السفن، لم تكن البندقية مكان حيث يساعد دخل السياح على موازنة الدفاتر، فهي مدينة تعتمد على السياحة تمامًا. ويوجد بها مصانع زجاج وصانعي الأقنعة، لكن بالمقارنة مع الأموال الضخمة التي يدرها الزائرين، أي دخل آخر هو قطرة في محيط".
ويعرف الفينيسيين أن مدينتهم نجت تاريخيًا بإبعادها عن ضربات الخصم. فأسست مدينة البندقية في البحيرة لكي تحُفظ آمنة من البرابرة الشماليين؛ وسعادتها ثقافتهم القوية وبراعتهم البحرية، للسيطرة على شرق البحر المتوسط لقرون مضت. لكن عندما جاء نابليون تبعه في النهاية النمساويين، تكيفت البندقية ونجحت. فإذا السفن الجديدة العملاقة وفرت الدخل الاقتصادي الضروري، من ثم المدينة ستتلاءم معها ببساطة وتديرها.
وتبدو البندقية مزدحمة إذا اقتربت من الأماكن الرئيسية المزدحمة بالسكان حول ميدان سانت ماركس، لكن من السهل تجنب الزحام. وبعض من مئات الساحات التي تبعد من الشارع الرئيسي، تجد شوارعها فارغة والحانات مهجورة. وإذا أردت أن ترى كنيسة سانت ماركو من الداخل أو تصعد برج الأجراس، فعيك الاصطفاف في الطابور. لكن إذا أرادت أن تستمتع بتجارب مماثلة في أماكن أخرى في المدينة حتى في أوقات الذروة، ستجد القليل من السائحين الآخرين يفسد رؤيتك.
ومنذ عشرة أعوام، فندق سان كليمينتي فتح في جزيرة كانت سابقًا مأوى للمختلين عقليا (حيث أدينت زوجة موسيليني الأولى). وأعيد فتح الفندق هذا العام وأصلح فندق كمنسكي . وتستخدم الجزيرة لإيواء مستشفى لعلاج الأمراض الرئوية، لكن تم إغلاقها من 40 عامًا، وكانت مهجورة حتى بُني الفندق. وهي لا تشبه أي شيء آخر في المدينة. وتشبرياني، القارب الذي يعبر مسافرًا داخل وخارج البندقية يعتبر صغيرًا جدًا مقارنة بمساحات ماريوت الشاسعة.
ويضم الفندق الجديد اثنين من حمامات السباحة، حمام سباحة على السطح مع إطلالة رائعة نحو ميدان سانت مارك، وحمام سباحة كبير للعائلة في الحديقة. فهو إلى حد كبير منتجع عائلي. وشيء وحيد لا يمكن ملاحظته في فندق ماريوت، هي السفن الكبيرة التي تسافر بالداخل والخارج لكن بعد ذلك، لن يكن لديك أي شيء.