تعدّ مدينة بوردو من أجمل المدن في فرنسا، وهي تقع على نهر غارون في جنوب غرب الباد، بالقرب من مصب النهر عند خليج غاسكونيا، وتشتهر المدينة بزراعة الدالية والكرمة، وقد تحولت إلى ميناء مهم منذ عدة قرون، ويوجد بها قصور النبلاء والملوك الذين تعاقبوا على حكم فرنسا، وإذا كنت من محبي السفر السريع يمكنك زيارتها في عطلة نهاية الأسبوع.
وحولت بوردو نفسها في السنوات القليلة الماضية، حيث كانت ميناء عظيما في القرن 18 وانخفضت سمعته بنهاية القرن الـ20، ولكن بعد سلسلة من المشاريع المدنية، تألقت المدينة مرة أخرى، ويوجد بها الآن ترام صديق للبيئة في شوارعها الأنيقة، ومجموعة من المتاحف الجديدة والمجددة، وكاتدرائية جديدة، وحصلت على أفضل مدينة لزيارتها في العالم، وفقا لتصنيف مجموعة لونلي بلانت.
ويوجد بها العديد من المحال التجارية والمطاعم والتي تغلق أبوابها مساء يوم الأحد، لذلك يفضل زيارتها صباح الجمعة، ولا تنس زيارة ساحة كوينكونسيس، أكبر ساحات أوروبا، وسط تماثيل الخيول الرائعة، ونافورة المياه التي تمثل شجاعة غيروندينز، خلال الثورة الفرنسية.
ويمكن تناول القهوة في بيلاردارن، هذا المحل المليء بالمعجنات الذيذة، مثل البريوش بالكاسترد، والتشيويية، ويوجد العديد من المطاعم اللذيذة مثل "لا كومبتور بورديلايس"، و"سارمنتس دي ميدوك" لبيع الشكولاتة الفرنسية اللذيذة.
ويوجد شرق المدينة نهر غارون وميدان البورصة، وهنام يمكن رؤية وجهك في المياه وتسمى بـ"مرآة المياه"، وجنوب النهر يوجد بورت كايلهاو، بوابة بارتفاع 115 قدم، وتمثل جزء من عصر النهضة، ويمكن رؤية جزء من أسوار المدينة، والاحتفال بالانتصار الفرنسي في 1495، ومن هنا لست بعيدا عن جولة في بيرلاند، والتي تم بناؤها في القرن 15، من قبل مؤسس جامعة بوردو، وكانت بمثابة برج الجرس لكاتدرائية أندرية المجاورة.
وفي المساء، تناول الغذاء في مطعم راسينس، حيث يقدم الطعام الأوروبي بأسعار معقولة، وهناك الشيف الأسكتلندي دانيال غالاكر، ويتم تغيير قائمة الطعام بانتظام، ويمكنك السير إلى متحف الأنتيكات، وهو أحد أكبر المتاحف التاريخية في فرنسا، يجمع بين عصر ما قبل التاريخ وصولا إلى العصر الحديث، بما في ذلك تمثال من الحجر الجيري يعود للقرن الأول الميلاد للإله الروماني غوبتير.
ولتناول العشاء، أذهب إلى مطعم "كوتي رو" حيث الدجاج المحشي، مع صوص الغنوتشي، ويوجد مطعم أرخص سعرا وهو براسيري بوردليس، في حي سانت بير خلف ساحة لا بورس، ويقدم الطعام حتى منتصف الليل، مثل المحار ولحم أركاشون وشرائح سيمنتال.
واستمتع بأمسية هادئة في سيكبيوس، حيث اللوحات التي تذكرنا بكهوف لاسكو، وتناول شراب الكمثرى والزنجبيل الأسود والليمون وغيرها، وتوجه شمالا في صباح السبت، حيث نهر "ليس هاليس دي بالكان"، يوجد سوق مغطى افتتح حديثا يتضمن محلات البقالة والمطاعم المصغرة، ومن ثم أعبر الطريق إلى "لا سيتي دو فين" والمعروف ببيع النبيذ.
وتوجه إلى تناول الغذاء بعد الظهر في "لي 7"، واسأل عن طاولة تطل على النهر، وجهز نفسك للأطباق اللذيذة، مثل لحم العجل المشوي مع الزنجبيل وبشر الليمون، ومن ثم توجه إلى "داروين ايكو سيستم" وهو مكان للأحداث العصرية المتغيرة.
وتوجه في المساء إلى البازار الجديد في فندق إنتركونتنتال، ويوجد أيضا مطعم "لو برودو غولدن رامسي" والمعروف بوجباته اللذيذة وخلط المكونات، حتى أن السكان المحللين يذهبون إليه.
وللإقامة هناك، يوجد فندق " هوتيل ديس كينكونسيس" خمس نجمات، ويوجد في مبنى رائع يضم القنصلية الأميركية، ولسعلا معقول يمكن المكوث في فندق "فور سيزون" والذي يطل على الميدان.