كشفت ميشيل تشابمان، المحررة في صحيفة "الغارديان"، عن حديقتين فرنسيتين في منطقة "نورماندي" شمال فرنسا، متناقضتين في المنظر ولهما جذور دينية، حيث يمر نهر السين في منطقة نورماندي في سلسلة من المنحنيات الواسعة، عبر الأراضي الزراعية الغنية والتلال المتموجة، وذلك المنظر لايختلف عن المنظر الواقع في جنوب إنجلترا، ولكن به نكهة فرنسية متميزة.
وتقع قرية سانت مارتن الهادئة على واحدة من تلك المنحنيات النهرية غرب مدينة روان الفرنسية، التي كان يُسيطر عليها دير نورمان ذات التراث الروماني، في سانت جورج في القرن الثاني عشر. ويتيح حوض كبير مركزي لنباتات الخنجل والنباتات المعمرة الذي يقع على مسافة قريبة من الدير الكبير والأراضي المرتفعة التي تأخذ شكل سلسلة من أربعة مصاطب على مدار السنة منظر جذّاب مع البساتين، وتمتد حديقة الخضروات، والأزهار على الجانبين. وتم ترميم الحدائق قبل 20 عامًا واتُبعت الخطط التصميمية التي وجدت في سجلات الدير، والتي يعود تاريخها إلى سنة 1683. ويتبع التصميم الخطوط الفرنسية الرسمية الكلاسيكية، لاسيما المزروعات هرمية الشكل الوفيرة والأشكال الهندسية.
ويُعد أول مستويين من الحديقة بمثابة المطبخ والأحواض الدوائية، التي من شأنها أن تلبي الاحتياجات اليومية للدير، وكذلك أخلاقيات العمل البينيديكتي التي تُتطلب من الرهبان القائمين هناك. ويستطيع الرهبان الصعود إلى المصاطب العليا عند الانتهاء من يوم عملهم، حيث توجد الأحواض الزهرية والبساتين المناسبة للتأمل الهادئ أو للدراسة.
وتُعتبر حدائق دير سانت كوسمي على النقيض من الحديقة الأخرى، مخفية تمامًا وراء المنازل الحديثة إلى الغرب من مدينة تور. وتعد تلك الحديقة هي بقايا دير يعود القرن الحادي عشر والتي كانت مُحاصرة وقت قصف الحلفاء عام 1944، وما تبقى هي آثار رومانية بل هي أكثر من ذلك لارتباطها ببيير دي رونسار، والذي يسمونه الفرنسيين أمير الشعراء.
وكان رونسار الأكثر شهرة في الدير وعاش هناك في الفترة بين عام 1565 حتى وفاته عام 1585. وكان يحب زراعة النباتات خاصة ورود الروز. وتقرر في عام 1988 ترميم الحدائق الرسمية المحيطة بالدير وإقامة تحقيق الأثري واسع النطاق للكشف عن مخطط التصميم الخفى للموقع. وبينما كانت النتائج معروفة إلا أن التصميم المعاصر والمواد المستخدمة أضافت بعدًا جديدًا إلى الحديقة التي تم الانتهاء منها عام 2015.
ويبدو منظر فولاذ نوع كورتن والأرضية بجانب الآثار القديمة غريب في البداية، ولكن استخدامه الخاص بجانب الحجارة القديمة أعطى حسا مميزا للمكان، خاصة لاستخدامه لخط الأقواس الملفوفة بالورود المتسلقة في مدخل الحديقة. ويوجد مجموعة متنوعة من المسارات بعد مباني الدير مساراته القديمة.