يقع إقليم كالابريا أقصى جنوب دولة إيطاليا، بالقرب من جزيرة صقلية، ويفصله عن هذه الجزيرة مضيق ميسينا، وهو أحد الأقاليم العشرين المكوِنة لدولة إيطاليا، وتبلغ مساحته قرابة 15.082 كيلومتر مربع، ويصل عدد سكانه إلى نحو مليوني نسمة، ويأخذ هذا الإقليم شكل شبه جزيرة، ويحيط به من الشرق البحر الأيوني، ومن الغرب البحر التيراني، ويقع إقليم بازيليكاتا الإيطالي إلى الشمال منه.
قرية بيلموني كالابرو
ارتفع الدخان في شهر أغسطس/ آب الماضي، نتيجة لحرائق الغابات في جبال كالابريا في إيطاليا، ولكن بعد فترة وخلال الاتجاه إلى ساحل المدينة، كان هناك "إيكو بيلمونتي"، وهو أحد أفضل الأماكن في كالابريا، حيث المركز التاريخي لقرية بيلموني كالابرو، حيث يتم تحويل المنازل الحجرية القديمة إلى أماكن إقامة سياحية رائعة، وتعد كالابريا أرض الأسرار، ومعقل لملوك ندرانغتا، وتضم 3 منتزهات وطنية.
ويشكل هذا الإقليم لغزًا للسياح الأجانب، حيث إن سحره أوضح عليهم من الأقاليم الإيطالية الأخرى، وعلى مدى 500 عام مارس أهلها مهنتي الصيد والزراعة، ولكن ملامح حياتهم تغيرت بعد موجات الهجرة التي اجتاحت البلاد، كما أن وسط الإقليم شاهد على العصور الوسطى، حين كان عدد السكان 3000 فقط وفجأة تراجع إلى 30، بعد تدمير منازلهم.
ويتمتع إقليم كالابريا بالعديد من المناطق الخضراء الطبيعية المليئة بالأشجار، والشواطئ، والمياه الزرقاء الجميلة، وتغطّي الجبال والتلال كثيرًا من مساحة شبه الجزيرة هذه، كما يضم العديد من الآثار التاريخية مثل كهف روميتو، والقلاع مثل قلعة سيلا في منطقة سيلا، وهي قلعة تاريخية تقع على هضبة مطلة على جزيرة صقلية، بالإضافة إلى القصور التاريخية، والكنائس، والمتاحف مثل المتحف الوطني في ريغيو كالابريا.
تحويل البيوت القديمة إلى منازل عطلات
وكان أحد الشباب القلائل الذي قرر العيش هناك هو غيتنفرانكو سوريانو، والذي يحمل ذكريات سعيدة عن نشأته في قرية، شعر أن من فيها وكأنهم أسرة كبيرة، وبعد فترة بدأ في تجميع الأموال بهدف تحويل المنازل القديمة غير المسكونة إلى بيوت للعطلات، واستغرق الأمر 4 أعوام، لإعادة ترميم 14 منزلًا، حيث أعاد استخدام المواد التي عثر عليها مثل بلاط السقف والدهانات والأسمن غير السام.
وكانت النتيجة إنشاء أحد أكثر الأماكن سحرًا وجمالًا على الإطلاق، فلا يوجد سيارات هناك تزعجك، ولا تكدس للمنازل، وسط الزهور، والسماء الصافية، كما أن أهلها يكرمون زوارهم، حيث تطهو غابرييلا زوجة غيانفرانكو، الطعام للضيوف، وذلك لامتلاكها مطعم "بيماندورو ببيلومنتي"، وتقدم أطباق المعكرونة، والباذنجان والطماطم.
تمتع بالمياه الفيروزية و"الجيلاتي"
وتظهر علامات الحياة الحديثة عند كنيسة مادري ماريا أستونيا، في الجزء العلوي من القرية، ويبعد البحر عن القرية ميلًا واحدًا فقط، لتظهر جاذبيته وروعته، حيث على الساحل جنوب بيلمونتي، تقع منتجعات بيتسو، وتروبيا، وسكيلا، لتتمتع هناك بالمياه الفيروزية، ويوجد في القرية مطعم آخر يسمى "تافيرنا أنرو يو فيكا" وهو مثالي لتناول الإفطار، ويقدم سجق كالابريا الحار، والنبيذ المعتق من كانتين بينفينتوتو.
وتعد قرية بيلموني كالبيرو، واحدة من ست قرى تاريخية على قمة التل، وتعد من أجمل 20 قرية في إيطاليا، حيث حصلت على هذا التصنيف في العام الماضي، وهي تجذب الكثير من السياح الذين يحبون تناول الـ"جيلاتي" الأيس كريم وهم ينظرون إلى البحر، حيث يشترونه من بقالة "فيرمفريدو بروزو".