عانت دول منطقة البلقان على مر القرون من الحروب الدينية والسياسية والاقتصادية، حيث كانت تقاتل من أجل التحرّر من إمبراطورية أو أخرى، سواء العثمانية أو النمساوية المجرية - ثم بعد ذلك عانت من حروب داخلية من أجل الأرض فيما بينهم، وفي رحلة سياحية طويلة تمتد من نهر الدانوب في بودابست، إلى بوخارست ومرورًا ببلغراد، يكتشف السائح بعضًا من أجزاء أوروبا الشرقية المتنازع عليها.
وأبحرت السفينة، مع 180 راكبًا على متنها، من مبنى البرلمان في بودابست في المجر خلال عبر منطقة سكنية شعبية، وتعتبر مدينة كالوكسا، عاصمة الفلفل الحلو في العالم، وليس من المستغرب، فهي موطنًا لمتحف الفلفل الحلو الوحيد في العالم، وفي منطقة بوسطا، أو ما يعرف بالسهول، يعرض الفرسان المجريون مهاراتهم الرائعة، حيث سباق الخيول، الرائعة.
وسيطر رئيس يوغوسلافيا السابق، المارشال تيتو، عندما كان على قيد الحياة، على الفصائل المتحاربة في البلقان، ولكن عندما توفي في عام 1980، قررت كرواتيا وسلوفينيا ترك يوغوسلافيا، وعندا أرادت صربيا اخذ الجزء الشرقي من كرواتيا ومنفذ البحر الأدرياتيكي، أحد فروع البحر المتوسط، بدأت الحرب الأهلية في عام 1991 واستمرت 7 سنوات، مع عواقب وخيمة لكلا الجانبين.
وتعتبر المساحات الواسعة في أوروبا الشرقية، أمر هام، ففي بلغراد عاصمة صربيا، توجد كنيسة القديس سافا، أكبر كاتدرائية أرثوذكسية في العالم، وفي بوخارست، عاصمة رومانيا، يوجد قصر مبنى البرلمان، وهو بحجم وزارة الدفاع الأميركية ويمكن رؤيته بوضوح من الفضاء، ومن جهة أخرى تحتوي بوخارست على شوارع واسعة، والمزيد من المباني المصمّمة بتصاميم "آرت ديكو" أكثر من باريس، كما أن التراث الشعبي في منطقة البلقان نابض بالحياة ومزدهر، حيث الفرق الشعبية الكرواتية والرقصات الصربية.