تضم مدينة جوكاسيارفي الصغيرة التي تقع خارج كيرونا في السويد، وعدد سكانها 900 نسمة فقط، نهر "تورن"، واستخدمت أكثر من ألف شاحنة طوال 27 عامًا 1650 طنا من الثلوج و300 طن من الجليد الشفاف الصافي من النهر المجاور لبناء أول فندق جليدي وأحد أشهر المقاصد السياحية في العالم.
وتقع قرية "لابلاند" الموسمية "مؤقتة"، في أقاصي الشمال-125 ميلًا فوق الدائرة القطبية الشمالية، ولا يستمر فيها الشتاء طويلًا، ولا تفتقر إلى أي من المرافق السياحية، "فنادق ومطاعم وملاه ليلية" ولا تحتاج سوى إلى برودة شديدة الانخفاض، ويُدشّن في النهار مجموعة متنوعة من الأنشطة والمغامرات الخاصة بالقطب الشمالي، كقيادة مجموعة كلاب الاسكيمو الضخمة التي تجر الزحافات عبر مشاهد الطبيعة الخلابة في براري الشمال، وشرب الفودكا والتحديق بذهول إلى صحراء الجليد الشاسعة في محاولة منك للعثور على الوشق والدببة واللقام ومشاهدة الأنوار الشمالية الخلابة أو ما تعرف بظاهرة الشفق القطبي، وتُقضى الليلة في غرفة مبنية من الثلج، ويفضل أغلب الزائرين الإقامة في الغرف الدافئة طيلة مدة إقامتهم.
وفتح فندق الجليد أبوابه للزائرين منذ الأسبوع الماضي، وفي القرية حوالي 40 غرفة فندقية، كما تم الانتهاء من بناء مجمع جديد معزول تمامًا باستخدام المواد الصناعية وبسقف سوف يتم تغطيته بالخشب في غضون أشهر قليلة، ويضم الفندق الجليدي الجديد 365، 20 كهفًا جليديًا دائمًا، أو كما تعرف بالأجنحة الفندقية الفنية، كل جناح تم تصميم على يد فنان مختلف عن الجناح الآخر، أغلبها يشتمل على حمامات دافئة بتصميم "سكاندي" وحمامات بخار خاصة، ويقول الفندق إنه قصد أن يجعل مقاعد حمامات غير مريحة كي لا ينام عليها المقيمون.
ويضم المبني الجديد سقفًا ثقيلًا بتصميم من الخشب المموج، وصالات زفاف كبيرة، وحانة جليدية، وفي الصيف، تمد الألواح الشمسية، المكان، بالكهرباء اللازمة لتجميد الغرف، وتتراوح درجة حرارة الأروقة أمام القاعة الرئيسة وبين الحمامات والأجنحة الفاخرة، من 2-5 درجة مئوية بغض النظر عن درجة الحرارة في الخارج، بينما تتراوح درجة حرارة الحمامات في الشتاء بين 5-8 درجة مئوية.
ويُقدّم الفندق معطفًا ثقيلًا في حالة رغبت الخروج وممارسة الأنشطة الخارجية، وغالبا ما ينصح السياح بارتداء ملابس مصنوعة من الصوف أو الفرو والتزوّد بقبعات وشالات وكفوف، وفور وصولهم إلى الفندق يطلعهم أحد المرافقين السياحيين على طرق مختلفة للحفاظ على حرارة الجسم أثناء النوم ويزوّدهم بأكياس نوم عازلة، الرحلة إلى لابلاند السويدية رحلة من الأحلام، تجمع بين الفرادة والتميز والإبداع والطفولة، ومن الممتع أن يتعرف الإنسان إلى إبداع من نوع آخر، وقد يكون أبرز ما تحمله معك من ذلك المكان روح المثابرة إذ من يبني قرية الجليد يراها تختفي أمام عينيه، لكنه لا يتوانى لحظة في ابتداع أفكار خلاقة لتشييدها من جديد في السنة المقبلة رغم ما تتطلبه من جهود.