عندما يذكر اسم إيطاليا، فإن أول ما يتبادر إلى أذهان أغلب الأشخاص أماكن مثل صقلية وريميني وتوسكاني ومدنًا مثل نابولي وفلورنسا وروما، قليلون من يفكرون بإقليم فريولي فينيتسيا جوليا، الواقع بشمال شرقي البلاد، رغم تمتعه بمشاهد تاريخية وجغرافية فريدة، من بين كثير من المعالم التي يحتضنها الإقليم، نذكر مثلًا:
أوديني
الواقعة في قلب منطقة فريولي، ويقطنها نحو 100 ألف نسمة، تشبه كثيرًا سالزبورج، التي لا تبعد عنها سوى بمسافة 300 كيلومتر، كما توجد بها لمحة من فينيسيا (البندقية) من ناحية الأعمدة التي تميز بلوجيا دل ليونيلو في ساحة بياتسا ليبرتا، وهي أحد المعالم الرئيسية في أوديني.
غرادو
صورة لامرأتين بفستانين طويلين وقبعتي شمس بيضاء تسيران بمحاذاة الشاطئ تعكس روح المدينة، كما تفسر ما كُتب على لافتة بالألمانية، "المنتجع الشاطئيّ جرادو.. الأرض الساحلية النمساوية"، هذه الجملة تُلخص تلك العلاقة التاريخية بينها وبين النمسا، حين كانت الوجهة المفضلة لنبلاء النمسا، ممن يفضلون قضاء إجازاتهم الصيفية على الساحل الأدرياتيكي.
الأثر النمساوي يبدو أكثر وضوحًا في الطرف الجنوبي من فريولي فينيتسيا جوليا، الواقعة شرق فينيسيا حاضرًا، فاللغة الألمانية لا تزال هي السائدة في المطاعم والمقاهي، ومن بين نقاط الجذب الأخرى في جاردو، بحيرتها الصناعية، فمياهها الضحلة تغطي مساحة 12 ألف هكتار، وجعلتها وجهة لمحبي مشاهدة الطيور ودراسة الحياة النباتية واستنشاق عبير البحر الأدرياتيكي.
تريستي
إذا لم تسمع بها من قبل، فلا تقلق، فقد أفاد استطلاع أجري قبل بضع سنوات فقط أن أغلبية الإيطاليين لم يكونوا يعلمون أنها تقع في بلدهم، على الرغم من أنها عاصمة إقليم فريولي فينيسيا جوليا منذ عام 1962، كل من زارها يصفها بمدينة فيينا، مع فرق أنها تقع على البحر، سبب الوصف يعود إلى هندستها المعمارية التي تُشبه كثيرا هندسة مباني العاصمة النمساوية، ولا سيما أنها، أي تريستي، لم تتضرر فعليًا من الحروب، ما يجعل واجهات المباني فيها تقف شامخة لتشهد على ماض عريق.
فوق جسر القناة الكبرى سيَرَى الزائر إليها تمثالا للكاتب الآيرلندي جيمس جويس الذي عاش عدة سنوات في تريستى، حين كان يعمل على تحفته "يوليسيس" (أو عوليس).
وحتى يومنا هذا، لا تزال المقاهي القديمة، مثل مقهى "سان ماركو" و"كافيه توماسيو" من أماكن التقاء الأدباء والمشاهير.