تعد جزيرة بورنيو الساحرة ثالث أكبر جزيرة في العالم، وهي تتميز بالطبيعة الخلابة والرائعة والمناطق السياحية الفاخرة، كما أنها أيضًا تعتبر من أكبر الجزر الموجودة في قارة أسيا، وتأتي بين سلسلة الجزر الشهيرة جزر سوندا الكبرى والرائعة.
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تفاصيل رحلة مراسلها، مونتي هاليداي، إلى جزيرة بورنيو لقضاء شهر العسل مع زوجته أنطونيا، حيث يقول هاليداي: "اقنعت زوجتي أن ركوب قارب وسط غابات المانغروف في جزيرة بورنيو كانت فكرة عظيمة، وكان هذا في وقت سابق من صباح يوم الرحلة، أما الآن فأنا لست متأكدًا من صحة هذا الأمر، فمن حولنا تحوم حشرات الزيز بطنينها المدوي، وأمواج النهر تتصارع مع قاربنا الزجاجي الصغير، الأمور كانت على ما يرام، إلا أنه لم تكن هنالك خطة للهروب".
وأضاف هاليداي: "أمسك الحارس، الذي كان يرافقنا، شعلته وأطلقها تجاه العدم الذي يحيط حولنا إلى أن عكست ما لاح لنا عينان مغمورتان في المياه لتمساح ساكن وما انفك إلى أن ظهر تمساح آخر، وأخبرنا الحارس بصوت هامس أن تلك التماسيح ترغب في الاصطياد الآن نظرًا لأنه وقت المد، وراح يطمأنا ويقول إنهم صغار الحجم وهم لا يشكلون خطرًا على البشر".
ومن أشهر ما يوجد على تلك الجزيرة، الغابات المطيرة التي تتميز بنظام بيئي عالي الكثافة، وقد ذهب المستعمر البريطاني، السير جميس بروك، في القرن التاسع عشر، في حملات ضخمة هناك في سبيل تطبيق النظام والقانون على القبائل العنيفة، والتي تعرف باسم الداياك، وهو مصطلح جماعي يطلق على سكان الجزيرة الأصليين، الذين يقطنوا على أرضها منذ ثلاثة آلاف عام تقريبًا.
ويقول مراسل الصحيفة البريطانية: "نحن الآن على بعد ساعة واحدة من شمال كوتا كينابالو عاصمة بورنيو، حيث عملت زوجتي هنا لمدة خمس سنوات كمحاسبة في مؤسسة تنمية الكومنولث خلال السبعينات، لم يتغير المكان كثيرًا منذ تلك الآونة، بعد ذلك اقترح علينا السكان المحليين الذهاب إلى جبل كينابالو، وهو أعلى جبل بين جبال الهيمالايا وغينيا الجديدة، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 4 آلاف متر عن سطح البحر".
الجبل والمناطق المحيطة به هي من بين المواقع البيولوجية الأكثر أهمية في العالم، مع ما بين 5000 و6000 نوع من النباتات، و326 نوعًا من الطيور، وأكثر من 100 نوع من الثدييات التي تم تحديدها، بين هذه المجموعة الغنية من الحيوانات البرية هي من الأنواع الشهيرة مثل النباتات رافليسيا العملاقة وإنسان الغاب، وقد تم منح جبل كينابالو مركزًا في اليونسكو للتراث العالمي
ويمكن تسلق قمة القاع بسهولة تامة من قبل شخص في حالة بدنية جيدة وليس هناك حاجة لمعدات تسلق الجبال في أي نقطة على الطريق الرئيسي، هناك قمم أخرى على طول الكتلة الصخرية، ومع ذلك، تتطلب مهارات التسلق الصخور.
وتابع هاليداي "أقمنا في منتجع وسبا شانغريلا تانغونغ أرو، والذي يقع خليج داليت في كوتا كينابالو، ووسط محمية طبيعية تطل بالكامل على الشاطئ الخلاب، وتحيط به الغابات المطيرة الاستوائية الكبيرة، مما يوفر شعورًا بالخصوصية والعزلة".
ويضم المنتجع ملعبًا للغولف من 18 حفرة ومركز أورانغ أوتان للتأهيل، حيث يمكن للضيوف مقابلة المشاهير ويضم المنتجع الطبيعي ممشى مظلل فوق الشجر، ويوفر أنشطة المشي في الغابات لمحبي الطبيعة، وتتوافر حول المنتجع الرياضات المائية والأنشطة المختلفة مثل تسلق الحائط والرماية وركوب الخيل، ويقدم هذا المنتجع مجموعة كبيرة من المأكولات العالمية، مثل اليابانية والإيطالية المفضلة والآسيوية في المطاعم الحائزة على الجوائز، كما يقدم بارًا على الشاطئ وصالة للموسيقى لاحتساء مشروب باعث على الاسترخاء.