تجاوز مهرجان "التراث الغذائي" في مدينة لمطة من ولاية - محافظة - المنستير وسط شرقي تونس، حدود المظاهرة المهتمة بالأغذية التراثية والمهرجان الذي يحاول التعريف بالتراث اللامادي، إلى تأكيد الصبغة السياحية والاقتصادية والاجتماعية لهذا المهرجان الذي بلغ دورته الـ19 وبات يستقطب متابعين من فرنسا وإيطاليا والمغرب الشقيق.
وانطلق المهرجان في التاسع من هذا الشهر تحت شعار "لمطة مدينة الحضارات" بتنظيم يوم دراسي يضم مجموعة من المداخلات تتمحور بشأن "الأبعاد الإنسانية للموروث الثقافي اللامادي"، و"الصناعات التقليدية من المحلية إلى العالمية"، وتتواصل فعالياته إلى يوم 13 من هذا الشهر وتهتم في جانب من البرمجة بالسياحة الثقافية من خلال عرض فرجوي فني تحت عنوان "حنبعل... النزول الأخير" في محاولة لتأكيد أهمية المنطقة من الناحية التاريخية وفق تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط .وبشأن هذا المهرجان وفوائده المتنوعة على المدينة، قال مهدي صنديد رئيس جمعية صيانة مدينة لمطة المساهمة في إنجاح هذه المظاهرة الثقافية، إنّ التراث الغذائي يمكن أن يكون رافدًا مهمًا لدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني خاصة في المناطق الفقيرة والنائية، فالذاكرة الشعبية تحتفظ بكثير من الأكلات المميزة ويمكن للنساء في المقام الأول تثمين هذه الأكلات وجعلها مصدر رزق لفائدتهن بتكاليف قليلة وبعائدات تذهب مباشرة إلى المستحقين لها، على حد تعبيره .
وتم تصدير مادة البسيسة إلى كندا كما أقيم لها في مدينة ليون الفرنسية مهرجان للتعريف بهذه الأكلة البسيطة من حيث المكونات (القمح والشعير) والنافعة من الناحية الصحية وقد لقيت إقبالًا مهمًا في هذين البلدين الغربيين.ومن الأنشطة المبرمجة في هذا المهرجان، تنظيم مجموعة من المعارض من بينها معرض "البسيسة" المتضمن مسابقة مفتوحة حول "أفضل أكلة بسيسة في تونس"، ومجموعة من الورشات الحية للأكلات التراثية تقدم خلالها نساء لمطة براعتهن في الطبخ، إلى جانب معرض للصناعات التقليدية والملابس المميزة للجهة، علاوة على معرض للمنتجات الغذائية المتنوعة تحت عنوان "عولة (المدخرات الغذائية) رمضان من تراثنا الغذائي".
وتوجد في تونس قائمة طويلة من أنواع "البسيسة" من بينها بسيسة القمح والشعير والخروب والحلبة والجلجلان وبذور الكتان، وهو ما يجعل المنافسة قوية بين مختلف جهات تونس من أجل الحصول على جائزة أفضل أكلة بسيسة التي سيعلن عنها يوم الأحد المقبل.