تتميز جزر غوادلوب الفرنسية الكاريبية، بأنها وجهة سياحية شهيرة لقضاء العطلة لكل من يعشق أشعة الشمس. وهي تقع ضمن مجموعة جزر الأنتيل الصغرى، وتتكون من جزيرتين رئيسيتين على شكل فراشة وتمتدان على مساحة 630 ميلًا مربعًا. وتأخذنا "إليزابيث فايلد" في رحلة مشوقة إلى غوادلوب الساحرة، والتي تعد أحد أجمل الوجهات السياحية في العالم.
وتعتبر الجزر موطنًا لنحو 400 ألف نسمة، فيما تعد إحدى محميات المحيط الهادي الـ25 في العالم. ويُطلق على سكان الجزر الأصليين "كاروكيرا" ويعني مكان المياه الجميلة، وهم إما من أصول إفريقية أو آسيوية أو فرنسية. وتبلغ نسبة السياح الذين يأتون من فرنسا وشمال أوروبا حوالي 80 في المئة، وهذا يعزو إلى أن اللغة الرسمية في الجزر هي اللغة الفرنسية مع وجود نسبة قليلة جدًا من المتحدثين بالإنجليزية؛ لذا فإن الجزر لا تحظى بشعبية كبيرة لدى الأميركيين.
وتستهل الصحافية فايلد، مقالها المنشور في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بالقول: "حينما أوشكت الشمس على المغيب وتفشت نسمات الرطوبة والدفيء، هبطت الطائرة التي تحملنا، أنا وزوجي، بروس، في مدينة بوانت-آه-بيتر-كبرى مدن إقليم غوادلوب الفرنسي في جزر الأنتيل الصغرى-وكان ذلك في فبراير الماضي. وتعتبر تلك المرة الثانية التي نذهب فيها إلى تلك الجزيرة الرائعة، فقد كنا هنا منذ 23 عام عندما كانت ابنتنا جوانا تبلغ عامين، لذا فالأمر أشبه برحلات الحج المستمرة".
وأضافت فايلد: " قضينا آنذاك أسبوعًا رائعًا بجزيرة غراند تيري، الجزيرة الشرقية لغوادلوب، وهي جزيرة مسطحة وجافة ومحاطة بشواطئ ذهبية، على عكس جزيرة باس تير الجبلية والمتخمة بالغابات المطيرة. أتذكر أننا قمنا بأشياء طفولية للغاية هناك مثل رش المياه على بعضنا على شاطئ لا كارفيل في سانت آن والتسكع عند حوض السباحة بالفندق، والاستمتاع بحلوى بيجنيتس الفرنسية الشهيرة، والتي يتهافت الباعة المتجولين على بيعها عند الشاطئ. ومع حلول المساء، دلفنا إلى سيارة مستأجرة آملين في العثور على المطاعم شاطئية، التي تقدم وجبات الدجاج المشوي وفطائر سمك القد الحارة والسلطعون المشوي والنبيذ الفرنسي وشراب الرم وأشهى المأكولات والمشروبات الفرنسية الأخرى".
وأشارت فايلد إلى أن جزر غوادلوب لطالما اشُتهرت بمطبخها الرائع، والذي يجمع بين الأطباق المحلية وتقنيات الطهي الفرنسية، واصفة نفسها بأنها "مسافرة غذاء"، أي تحرص دائمًا على السفر إلى أماكن الثقافة الغذائية القوية، لذا فإن السبب الرئيسي الذي دفعها لزيارة هذا المكان في المرة الأولى كان الطعام، تمامًا كما هي الحال مع المرة الثانية. ناهيك عن أن غوادلوب يحظى غوادلوب بمكانة أكبر في فرنسا وبقية دول العالم بسبب المأكولات الشهية. وأردفت "في هذه المرة أقامت على جزيرة باس تير، والتي تتميز ببرودتها وخضرتها وقلة ازدحامها على عكس غراند تير. ويقع بها بركان لا سوفريير الذي لا يزال نشطًا بشكل معتدل، ويعتبر سابع أكبر حديقة وطنية في فرنسا، وعلى الأغلب الأجمل، وكانت آخر انبعاثات حممه البركاني في عام 1976. ويعد أحد الارتفاعات سهلة الوصول، حيث يمكنك تسلقها في غضون ساعتين يرافقك فيها دليل سياحي يتكلم اللغة الإنجليزية والذي سيشرح لك عن الطين الكبريتي كما ستستمتع بشـلالات لي باسين بلو، ذات المياه الحارة".
وتابعت فايلد: "الفندق الصغير هو غاردين مالانغا، وكان في السابق عبارة عن مزرعة تستقر على مساحة 900 قدم فوق مدينة تروا ريفيير، والتي تبعد حوالي 40 ميلاً عن بوانت-آه-بيتر، أما الطعام بالفندق فحدث ولا حرج. فعلى سبيل المثال، تتألف وجبة الإفطار من كرواسون بولانجيري الطازج وكرواسون الشكولاتة وخبز فرنسي ممزوج بزبدة نورمادي، ومكعبات جوز الهند، وفواكه طازجة مثل التمر الهندي واليوسفي والموز وشرائح الليمون المنزلية والمانجو ومربي الجوافة. والعشاء كان عبارة عن فطائر السي فود الحارة مع شراب الرم في المقبلات، ثم في الوجبة الرئيسية طبق السلطعون المشوي المقدم مع يخنة الراتاتوي الفرنسية، والتحلية مع بروليه كريم بنكهة فاكهة شجرة الآلام".