تعتبر مدينة السلط من المدن الأردنية المهمة، وجاء اسمها من كلمة لاتينية، تعني الغابة، وتقع على بعد 27 كم شمال غرب العاصمة عمان. وتطغى المنازل التراثية الجميلة المشيدة بالحجر الجيري الأصفر، وذات السقوف المميزة، على المشهد المعماري، وأن التنسيق الفني الجميل لبلاط المستخدم في الساحات العامة المفتوحة، يعدّ سمة من السمات الأساسية للنمط المعماري في المدينة، وتتفاوت أنواع المنازل في المدينة بين المنازل الفلاحية، والمنازل ذات النمط النابلسي، مع وجود بعض التأثيرات الأوروبية في بعض المنازل .
وأكثر ما تعرف به مدينة السلط، مبانيها التراثية والتي يزيد عددها عن ألف مبنى، إضافة إلى شوارعها الضيقة وأسواقها القديمة، وأدراجها المرتفعة والشبابيك ذات الأقواس العالية، وحجارتها المائلة إلى اللون الأصفر، ومبانيها التي تعود إلى الفترة العثمانية. وتشكل الشوارع الجميلة والبيوت الأنيقة، موضع اهتمام العديد من الفنانين والمصورين، إضافة إلى الدارسين والمحاضرين.
وساعدت طبيعة السلط الجبلية في إظهار مبانيها بمنظر مميز، وعلى شكل متدرج من الأبنية التراثية المتراصة والمتلاصقة، والتي يفصل بينها ممرات وأدراج تراثية جميلة. ويشكل الشارع الذي يعرف بين الناس باسم شارع الحمام في وسط مدينة السلط، مثالًا على جمال هذه المدينة القديمة، وكان سمي بهذا الاسم بسبب اكتشاف حمام عام تراثي، والذي هدم في الثلاثينيات، واستبدل كما هو الحال على طول هذا الشارع بمحلات تجارية، وبالرغم من مظاهر العمران والحداثة الزاحفة باستمرار، إلا أنه تم بذل الجهود وإطلاق المبادرات عبر الأعوام الماضية، بهدف الحفاظ على هذه المنطقة المميزة وإعادة ترميمها.
وحظيت مدينة السلط باهتمام الحكومة الأردنية ممثلًا في بوزارة السياحة والآثار من خلال جهود تطوير المشاريع السياحية لمدينة السلط، ثم إنشاء عدد من المطلات في المدينة، وهي توفر للزائر موقعًا مميزًا للجلوس بهدوء ورؤية المدينة بأكملها بجمالها وتاريخها، ومن هذه المواقع مطل الجدعة، ومطل كمال الشاعر في حي السلالم، ومطل مدرسة السلط الثانوية، ومطل القلعة.
قلعة السلط:
تقع قلعة السلط على تل مرتفع إلى الشمال من المدينة، وبنيت القلعة من قبل السلطان المملوكي الملك المعظم عيسى بن العادل بن بكر أيوب عام 1220، وما زال بالمكان مشاهدة بعض أجزاء المبنى المستطيل، إضافة إلى بقايا أثار برجين. وأظهرت الاستكشافات خندقين أحداهما يلتف حول القلعة من الجهة الشمالية والشرقية والغربية، والثاني خندق خارجي إلى الجهة الغربية كما يمكن رؤية بقايا جدران القلعة بحجارتها الكبيرة، والتي تنتهي على الجهة الشرقية عند أحد الأبراج، وما زال الجدار على الجهة الغربية، والذي يبلغ طولة 30 قدمًا سليمًا وقائمًا حتى اليوم.
صرح الجندي التركي المجهول
يقع بالقرب من قلعة السلط صرح الجندي التركي المجهول، الذي أقيم على مقبرة تضم رفات الجنود الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى 1918.
المقبرة الرومانية:
تقع على بعد 3كم جنوب السلط مقبرة رومانية، تعود للقرنين الثالث والرابع، وقد تم اكتشاف قبر ضخم مربع الشكل يتألف من حجرة وباب حجري جانبي، إضافة إلى بقايا هياكل عظمية بشرية، وعدد من القطع الأثرية، إضافة إلى معصرة رومانية وجدت بالقرب من هذه المقبرة. وتضم السلط عددًا من الكنائس القديمة يمكنك زيارة عدد منها، والمتواجدة في المنطقة مثل كنيسة اللتين التي بنيت عام 1886م. وكنيسة الخضر التي أنشأت عام 1682، وكنيسة المخلص (سارة) التي بنيت عام 650م.
المساجد والمقامات والأضرحة
واتباعًا لمسار الأثار الدينية القديمة يمكنك زيارة بعض المقامات التي بنيت إحياءً لذكرى الأنبياء، والتابعين، فهناك مقام النبي شعيب علية السلام على بعد 12كيلومتر من مدينة السلط ومقام النبي يوشع الواقع على قمة مرتفعة، وتشرف على مساحة واسعة من الغور، وكذلك على جبل نابلس.
وتعتبر مدرسة السلط الثانوية للذكور واحدة من أهم المراكز التعليمية الأساسية في إمارة شرق الأردن، في أوائل القرن العشرين وما زالت من المدارس المتميزة، وقد لعبت مدرسة السلط الثانوية للذكور دورًا أساسيًا في الحياة السياسية والثقافية في الأردن، وتخرج منها عدد من الشخصيات السياسية والعامة المعروفة، بما في ذلك سبعة رؤساء حكومات وما يزيد عن سبعين وزيرًا.
والطعام التقليدي في السلط، وهو الطبق الرئيسي في الأردن، ويتكون من قطع كبيرة من اللحم التي يتم طهوها ببطء في وعاء مملوء بمرق مصنوع من لبن الماعز المجفف، والذي يطلق عليه الأردنيون اسم "الجميد" ثم يوضع فوق طبق كبير من الأرز، الذي يتم تزينه بكمية من الصنوبر واللوز والمكسرات. أما المقلوبة وتتكون من طبقات الأرز والخضار واللحم أو الدجاج، وتسمى مقلوبة لأنه يتم قلب وعاء الطبخ رأسًا على عقب في طبق كبير.