مدينة نابولي الإيطالية

تقع كل العيون على مدينة نابولي الإيطالية حيث يفتتح الفنان البريطاني توماس دان، معرضه الجديد في قصر تم تجديده بشكل جميل يعود إلى القرن التاسع عشر، ويوجد به أعمال لفنانين مثل ستيف ماكوين، وبروس كونور، وكاثرين أوبي، وهي خطوة تضيف المزيد من الجاذبية إلى المدينة المزدهرة والفن المعاصر في أوروبا، فهي دائما مدينة الفن.

وتتميز المدينة الإيطالية بجمالها منذ أن سكنها المستوطنين اليونانيين ووضعوا أول حجارة "توفو" بها قبل 3 الآلاف عام، ومع صعود وسقوط الإمبراطورية، جعل الملك والدوقة من نابولي عاصمة لهم، وحين تأخذ نزهة في الشوارع الخلفية التاريخية سترى مدى الثراء الذي تتمتع به المدينة والطبقات للتاريخ الثقافي، حيث شرائح الأعمدة اليونانية والرومانية المنصوص عليها في واجهة كنيسة القوطية، والتماثيل البرونزية المتناثرة في أرجائها.

وليس وصول دان وحده إلى المدينة يحفز مستقبلها، ولكنه مجرد تأكيد على أن نابولي كانت دائما جسًرا كبيرًا ومكانًا لاكتشاف الفن، ويعدّ افتتاح معرض توماس دان دلالة على أن الوافدين الجدد إلى نابولي لديهم فهم حقيقي للفن، فالمعرض هو إلهام حرفي من المدينة يخلط بين المولد والولادة والانحطاط واليأس، فهذا المعرض يستحق الزيارة، خاصة أن المبنى المُقام فيه مذهل حقا ويقع على الواجهة البحرية مع شرفات زجاجة، ويمكن للزوار أن يروا خليج كابري وما حوله.

ويأتي بعد ذلك زيارة معرض "سنتيغو أنتيكا مانيفاتورا" للسيراميك، حيث ورشة عمل السيراميك التاريخية، والتي تديرها العائلة منذ عام 1700، ويمكن مشاهدة الحرفيين وهم يصنعون السيراميك، ومن ثم لتناول مشروب خلال النهار توجه إلى "بازو فينيسيا" هذا البار الرومانسي المنعزل في نابولي والذي كان قصرا، يمكن الوصول إليه من مخرج سباكانابولي، ويوجد به حديقة سرية ساحرة مقابلة لكنيسة الخيميائين.

ويعد "Taverna dell’Arte" من بين الأماكن المفضلة لدى المثقفين والأكاديميين خاصة للجامعات القريبة منه، ومع ذلك، في عام 2014، حين مات مالكه ألفونسو غالوتي، تم إغلاق المطعم جزئيا، ولكن لحسن الحظ تمكّن مارسيلنو أماتو وهو وسيط تأمين من إعادة افتتاحه في العام الماضي ليعيد أمجاد المكان مرة أخرى، ويعمل به الشيف ماركو دي مارتينو، الذي يتميز بطعامه الذيذ.

وعلى الرغم من عدم وجود حدائق عامة بشكل واضح، فإن الحديقة النباتية المفتوحة تجذب الزوار، وبالتحديد المتخصصين في علم النباتات، وتم تصميمها في القرن التاسع عشر، وتضم أكثر من 1000 نوع من النباتات، وهي مكان مخصص لدراسة النباتات الطبية، كما يعد "Casa D’Anna" مكانا رائعا لتتوجه إليه في حي Sanità، وهناك يترك أصحاب المنزل مطبخهم مفتوحا للزوار، ويخططون لهم لزيارة معالم المدينة، وفي المساء يجتمع الضيوف في غرفة الاستقبال، ويجتمع الزوار هناك يوم الخميس لتناول النبيذ، ستشعر هناك وكأنك بين أصدقائك القدامى.

ومن بين المعالم الرئيسية في نابولي هو مطعم "Mimì alla Ferrovia" والذي يتميز بالأناقة والفخامة، وهو وجهة للنجوم والصحافيين والأكاديميين منذ عام 1944، ويجب أيضا زيارة دار أوبرا سان كارلو، فحين توجه ملك إسبانيا تشارلز الثالث إلى نابولي بصفه الحاكم الجديد لها في عام 1734، حاول إخماد أي فرصة للانتفاضة، وسرعان ما حاول اجتذاب الفنانين في المدينة، وأمر ببناء دار الأوبرا على أن تعمل طيلة أيام السنة.

ويمكن أيضا التوجه إلى معرض " Lia Rumma" للفنون والذي تم إنشائه في عام 1971، ومنذ ذلك الحين اجتذب المواهب الناشئة، مثل أنسيلم كيفر، وألفريدو غار، وهو يختلف عن معارض الفن الأخرى المعتادة حيث يتم عرض الأعمال في شقة، وأخيرا لا تنسى زيارة " La Bottega" ممر الأعمال اليدوية في المدينة، ويوجد داخل باحات المدينة القديمة، وتصنع به الآلات الموسيقية مثل آلة المندولين، ويجلس الموسيقيون هناك للاستمتاع برؤية صناعة الآلات الموسيقية، وعليك الذهاب أيام السبت لرؤيتهم وسماع موسيقاهم أثناء تجربة الآلات، فالجميع مرحب به، فقط اترك لهم إكرامية.