تعدّ نيوزيلندا من بين إحدى الدول التي تتمتع بموقع خلاب ولذلك يذهب إليها السياح الباحثون عن التقاط الصور الساحرة، وبخاصة صور السيلفي، فهناك يمكن الاستمتاع بالعزلة والسلام.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن منطقة قمة جبل "رويس" في بحيرة "واناكا" تعد أحد أروع الأماكن والمناظر الطبيعية في نيوزيلندا، وهي الأشهر على تطبيق الصور أنستغرام، فهناك يمكنك المشي لفترات ومسافات طويلة، وسط الإطلالات الجبلية الرائعة، حيث جبال الألب الجنوبية، وكذلك منطقة "ماونت أسبايرنغ".
وارتفعت شعبية التنزه والمشي لمسافات طويلة خلال الأعوام القليلة الماضية، وذهب نحو 73 ألف سائح إلى هذه الأماكن في نيوزيلندا لهذا الغرض، بزيادة 12% عن العام الماضي، ولعبت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي دورا في ذلك، بعد الحملة التروجية التي قام بها المجلس المحلي للسياحة، في نيوزيلندا، لكن كشفت إحدى الصور على هاشتاغ #royspeak عبر تطبيق "إنستغرام"، عن المخاوف التي تنتاب السكان المحللين من الضرر الذي قد يحدث لجبال الألب، حيث قال مصور المناظر الطبيعية، غيلبرت فان رينين، إن السياح يخاطرون بأنفسهم لالتقاط الصور على هذه القمة الجبلية، كما أنهم يعرضون النظام البيئي الهش للجبال للخطر.
وتحصل قمة رويس على تصنيف من طراز خمسة نجوم عبر موقع TripAdvisor على الإنترنت، حيث يعلق الكثيرون على أنه من الضروي عند زيارة القمة الجبلية التحرك من مكان الإقامة في الساعة الثالثة فجرا لتجنب الازدحام الشديد عليها.
وضاعف المجلس المحلي في العام الماضي سعة موقف السيارات، وركب مراحيض على طول الممشى، لكنّ السكان المحليين يقولون إن هذه الإجراءات تشجع على قدوم المزيد من السياح في المستقبل.
وقال آرون فليمنغ، مدير العمليات في دائرة الحفاظ على البيئة في نيوزيلندا: "يعتمد السياح على الصور المجودة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي من خلالها لا يمكن رؤية المخاطر أو تجنب التجارب السيئة"، وأضاف: "من أكبر التحديات التي يواجهها مديرو المنتزهات في جميع أنحاء العالم هي قوة وسائل التواصل الاجتماعي في خلق وجهات جديدة للزوار في وقت قصير، كما هو الحال مع قمة رويس"، مشيرا "تشجع دائرة الحفاظ على البيئة الزوار على البحث عن مناظر طبيعية جديدة لالتقاط الصور، وتجنب الطوابير من هذا النوع.. هناك العديد من الأماكن الأكثر هدوءا في نيوزيلندا، ويمكن أن يكتشفوها خلال زيارتهم، إذا بحثوا قليلا".
ويوجد موقع آخر شهير عبر "إنستغرام" وهو "غيرتود سادل" في فيورلاند، والذي شهد وفاة ثلاثة سياح خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ويوضح فليمنغ أن الكثيرين ذهبوا إلى هناك لالتقاط صور السيلفي عبر "إنستغرام"، ونسيوا التفكير في الطقس المتغير أو ظروف جبال الألب الخطرة، أو قدرتهم على التحمل في الهواء الطلق.