تعد دبي أشهر مدينة صنعها أهلها من لا شيء، فهي مثال حي للتطور والحضارة التي يحتذى بها في جميع المدن التي ترغب في أن تنهض وتبدأ عهدا جديدا من التقدم والرقي والعمارة الهندسية الفخمة.
وبدأت شركة البناء المملوكة للدولة في عام 2003، مشروعًا من شأنه أن يبني أرخبيل مكون من 300 جزيرة من صنع الإنسان تظهر على بعد ثلاثة أميال قبالة ساحل دبي، وهم يشكلون الآن خريطة واسعة من الأرض إذا ما نظر إليها من فوق، تعثرت خطط البناء على الأرض عندما ضربت الأزمة المالية الإمارة، ولكن تحولت الست جزر الآن إلى ما يتوقع المطور النمساوي جوزيف كلايندينست أن تصبح وجهة العالم لقضاء العطلات الأكثر إثارة، مع تنمية ستة ملايين قدم مربعة، المعروفة باسم قلب أوروبا.
وتضم هذه الجزر مجموعة من الفنادق والمرافق الترفيهية، وكلها تمثل إحدى الدول الأوروبية بطريقة أو بأخرى، وهو حسب الدولة التي ألهمت بناء تلك الجزر، المانيا مثلا توفر أسواق عيد الميلاد، في جزيرة سويسرا نتوقع الثلوج الجديدة التي ينتجها صانع الثلج الاصطناعي، مماثلة لتلك المستخدمة في مول الإمارات للتزلج في الأماكن المغلقة. لذلك سيتمكن الزوار من استكشاف بقية أوروبا، الـ51 بلدا في المجموع، مثلا عن طريق ارتياد حانة أيرلندية أو تذوق المعجنات الفرنسية. ولكن كيف سيتم تمثيل بريطانيا فهو غير مؤكد، ولكن كما هو الحال مع أي مكان آخر، سيكون الموظفون من الوجهة ذات الصلة، وسوف تكون العملة الرسمية اليورو، وقد استلهم كليندينست تلك الفكرة من تجميع أفضل ما تقدمه أوروبا في بقعة واحدة من الأرض. فمعظم الناس يرغبون في السفر وتجربة العالم، ولكن ليس الكثير يمكنهم فعل ذلك، لذلك زيارة العالم (وقلب أوروبا) في دبي هو الخيار الأفضل المقبل.
ويتوقع للمشروع أن ينتهي بحلول عام 2018، وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير للقيام به، تبقى المنازل العائمة للعطلات في جزر فرس البحر تحت الإنشاء حتى نهاية عام 2016، في كومباوند مكون من 131 منزلا من ثلاث طوابق "الزوارق دون دفع" ستحيط قلب أوروبا. والجاكوزي في القاع الزجاجي على السطح، ولكن الميزة الأكثر إثارة للإعجاب توجد تحت مستوى سطح البحر، حيث أن هناك الجدار الزجاجي لغرفة النوم الرئيسية التي تواجه الحديقة المرجانية بهدف جذب المارة في الحياة البحرية من أسراب الأسماك الفضية التي تخرج من الشفوق الغامضة.
وسيدفع الضيوف 2100 جنيه استرليني في الليلة ليكون لديهم ميزة الوصول إلى الشواطئ والمطاعم المحيطة بها؛ 90 وحدة مطوقة بشكل قلب سان بطرسبرغ إلى تشكيل منتجع شهر العسل على غرار جزر المالديف مع بركة سباحة ومنتجع صحي. وقد أثبت استخدام دهاء التكنولوجيات الناشئة محورا في بقاء قلب أوروبا، وغيرها من الابتكارات التي تغير تغييرا جذريا في فكرة أين وكيف ولماذا نسافر للمستقبل.
وأعلن مجلس السفر والسياحة العالمي أن في عام 2015 السياحة ولدت 72 تريليون دولار (9.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي)، ويقدر أن هذا الرقم سيرتفع إلى 87 تريليون دولار في عام 2020 و11 تريليون دولار في عام 2026. مع مثل هذه التنبؤات، الغنائم الغنية تنتظر المبدعين من المنتجات السياحية التي سنعتمدها في السنوات المقبلة، ويتوقع بيدرو، المدير الإقليمي لوكالة تريند ووتش، أن المنصات الرقمية الشخصية ستتغير بشكل جذري في العطلات على مدى العقد المقبل. وقال: "نتوقع أن نرى تحولا من كتلة السوق، يحركها الانترنت لعطلة اليوم إلى أحدث التقنيات التي تعبر عن فهم أكثر تخصيصا من شخصية السياح، والمصالح، والاحتياجات العاطفية والاجتماعية".
ويتجلى التطوير الذي نعيشه في هذا الوقت باقتدار في الظاهرة الحالية لعودة بوكيمون، وهو التطبيق الذكي أطلق الشهر الماضي والذي يستخدم الواقع المعزز (تتراكب عناصر الحاسوب لتولد محيط حقيقي للمستخدم) لإدراج أحرف لاعب بوكيمون في العالم. في غضون أسبوع من وصولها خلقت إيرادات قدرها 1.6 مليون دولار في اليوم الواحد في الولايات المتحدة وشهد معدل مستخدمي المدن والبلدان اجتيازا في الجهوده لمواجهة كل حرف. غيرها من تطبيقات التي تضيف الواقع، يشجعنا على إعادة اكتشاف إلكترونيا الإعدادات التي نواجهها في الواقع.
وتسخّر مؤسسة توماس كوك للسياحة التكنولوجيا لتوفر للعملاء الخبرات قبل السفر، مثل ركوب طائرة هليكوبتر فوق مانهاتن وجولات للأهرامات. شركة الطيران الاسترالية كانتاس، في الوقت نفسه، قدمت سماعات مسبقة مع أدلة السفر الغامرة لبعض الركاب المتميزين، ويتوقع أن تتغير الوجهات التي نتردد إليها في السنوات المقبلة. ففي المستقبل الوجهات الرئيسية لحزمة العطلات مثل تركيا ومصر وتونس سوف تتقلص، حيث يتوقع منظمو الرحلات السياحية الرئيسية أن تغرينا بعض الوجهات الجديدة مثل كوستاريكا وشواطئ كايو سانتا ماريا في كوبا، على سبيل المثال، وفي السنوات المقبلة، سوف نجوب أماكن لم نتمكن من الوصول إليها من قبل، واستكشاف محيط جديد كليا وإعادة النظر في وجهات تجاهلناها في السابق. مثل أبو ظبي، التي ظلت في الظل منذ فترة طويلة بسبب دبي، حيث أنها حاليا قيد التطوير، فهناك جزيرة السعديات، وهي منطقة ثقافية واسعة ستضم المتاحف العالمية في المباني التي صممها بريتزكر الحائز على جائزة المهندسين المعماريين، والتي سوف تفتتح في عام 2017، فسوف يكون متحف اللوفر لأبو ظبي من تصميم نوفيل جان، إلى جانب متحف جوجنهايم أبوظبي ومتحف زايد الوطني (الذي صممه فرانك جيري ونورمان فوستر على التوالي)، والعوامل البيئية لها تأثير متزايد أيضا. في وقت لاحق من هذا الشهر، 13 سفينة من كريستال الصفاء للسفن السياحية، التي تستوعب 1070 ضيف، سوف تبحر على طول الممر الشمالي الغربي في رحلة تستغرق 32 ليلا والتي ستمتد من مرسى إلى نيويورك. وتضمن للضيوف مناظر خلابة لأنها تمر من خلال المناظر الطبيعية البكر، ولكن تم الإعلان عن الرحلة بفضل تراجع مستويات الجليد، وفي الأشهر ال 12 الماضية كان هناك رحلات جوية من كيب تاون إلى القطب الجنوبي كجزء من رحلة القطب الجنوبي لمدة ثمانية أيام التي تكلف المشاركين 50 ألف استرليني، ورتبت مجموعة للسفر إلى حافة الفضاء على متن طائرة عسكرية من طراز ميج قادر على الوصول إلى ارتفاع نحو 60 ألف قدم، أو 11.5 ميل.