بعد مرور أكثر من 20 عاما على الإبادة الجماعية المدمرة، وجدت رواندا طريقها للنهوض، مما يوفر مزيجا من الفخامة والمغامرة للسائحين المميزين.وعندما انتقلت أليسا روكسين إلى رواندا في عام 2005 مع زوجها جوش، كانت جروح الأمة من الإبادة الجماعية المروعة التي وقعت عام 1994 لا تزال واضحة. واستقر الزوجان، وهما يعملان في مجال الصحة العامة، في كيغالي، حيث كانت الطرق غير ممهدة، وكانت الكهرباء متقطعة، وبالرغم من ذلك كان الجميع يواجهونها، الحقيقة أنهم كانوا يواجهون حزنا لا يُوصف، وبدأت روكسين، وهي من مواطني سان فرانسيسكو، بالعمل التطوعي في دار للأيتام للأطفال الذين فقدوا آبائهم وذويهم خلال الإبادة الجماعية، في الوقت التي كانت تعاني فيه هي وزوجها من نقص المطاعم الجيدة في العاصمة الرواندية، لكنها لم تقف مكتوفة الأيدي وقررت أن تفعل شيئا.
قالت روكسين، إنها لم تتخيل أبدا أنه بعد أقل من عقد من الزمان ستظهر كيغالي كواحدة من الوجهات الفاخرة الأكثر إثارة في أفريقيا. كانت مجرد محاولة لبناء مشروع من شأنه أن يساعد مجتمعها من ناحية، وتزويد المغتربين بمكان لائق لتناول الطعام من ناحية أخرى، وقد تحقق مشروعها وهو مطعم يقع في الهواء الطلق تم بناءه على تلة هادئة ويقدم قائمة صغيرة من الأطعمة الأفريقية، يعمل به فريق من الشباب الروانديين الذين حرصوا على التدريب في قطاع الضيافة.
فتحت روكسين أبواب مطعمها في عام 2008، تزامنا مع أهداف الرئيس الرواندي بول كاجامي لرؤية 2020، وهي خطة تطوير واسعة تعزز الكفاءة والتكنولوجيا وإصلاح البنية التحتية والتحديث السريع، للحاق بالركب العالمي، ومنذ ذلك الحين، طرأ تغير سريع على جمهورية رواندا والتي تعرف بـ"أرض الألف تل"، حيث برزت عاصمتها، التي عانت الكثير من الحزن، كأكبر قصة نجاح في شرق أفريقيا.وكانت رؤية الغوريلا الجبلية من أشهر الأنشطة السياحية في رواندا.
في كيغالي، أصبح هناك عدد كبير من الفنادق الفاخرة الجديدة اللامعة، وحدث طفرة في المطاعم الدولية والشوارع الخالية من الفوارق حيث يسترخي المسافرين بالإضافة إلى رحلات السفاري الريفية، وقد صُنفت رواندا، في المرتبة التاسعة كأكثر الدول أمانا في العالم (والرقم الأول في أفريقيا) من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام.
وقال بيليس كاريزا، كبير ضباط السياحة في مجلس التنمية الرواندي: "كيغالي هي مركز الألف تل وأصبحت مركزا للسياحة والأعمال في المنطقة بسرعة كبيرة وفي وقت قصير".
وتم افتتاح فندق "راديسون بلو" كمجمع كيغالي الجديد في عام 2016، والذي يتألف من 292 غرفة فندقية فخمة، حيث يحيط من الخارج بشرائط معدنية ملونة، بالإضافة إلى مركز كيغالي للمؤتمرات الذي بُني على شكل بيضة من الزجاج والفولاذ، والذي تم الكشف عنه في مايو 2016، وقد حذوت شركة الضيافة "ماريوت" حذوها بعد ثلاثة أشهر، وأطلقت أول مبني لها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على الجانب الآخر من كيغالي.
جلبت اثنين من الماركات العالمية الجديدة المنافسة إلى السوق التي كانت تسيطر عليها ذات يوم مرة واحدة، وتم بناء فندق سيرينا، وهي ملكية إنتركونتيننتال السابقة التي كانت موجودة لمدة عشر سنوات وتعتبر أفضل ما في كيغالي؛ بالإضافة إلى فندق "دي ميل كولين" الكبير، الذي اشتهر به فيلم "Hotel Rwanda". كما قم بناء فندق أوبومو غراند الجديد المتلألئ، الذي افتتح أيضا في الوقت المناسب لقمة أفريقيا لعام 2016، و فيلا بورتوفينو السويسرية الدولية أيضا اجتمعت مع هذا المزيج.
وقد عززت المأكولات والثقافة في كيغالي جنبا إلى جنب. ففي مطعم "ريبوب لونغ"، يتجمع السكان المحليين في الفناء في الهواء الطلق فوق أضواء المدينة المتلألئة لشرب البيرة وتناول وليمة من الأسماك مع جوز الهند والكاري. بالإضافة إلى قائمة طعام من اللحم البقري والدجاج في أوراق الموز على البخار، فيما يرعى مركز إينيما للفنون ورش عمل وعروض رقص وأحداث سعيدة بالإضافة إلى دعم إقامة 13 فنانا ومجموعة حرفية نسائية. ومهمتها هي رعاية الجيل الفني القادم في رواندا، كما تم افتتاح فندق هيفين بوتيك هوتل الساحر الذي يتكون من 22 غرفة مع غرف مشرقة انتقائية وأسرة مغطاة بأقمشة ناعمة في عام 2015، وفي هذا الصيف، رحبت روكسين بأول ضيوف في فندق ذي ريتريت، وهو يتكون من 11 غرفة ويوفر مكان إقامة مخصص للتعافي يقدم تجارب فاخرة حسب الطلب على مستوى لم يسبق له مثيل في كيغالي.
قالت روكسين: "أعتقد أننا على أعتاب شيء مثير للغاية في رواندا"، مشيرة إلى أن سعر رخصة رؤية الغوريلا الجبلية المرغوبة في رواندا قد ارتفع إلى 1500 دولار، كما أن مساكن الغابة التي تستقبل سائحين تتكلف 800 دولار في الليلة أو أكثر.